تفسير قوله﴿يَا أَيُّهَاالَّذِينَ آمَنُوا كُلُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكم:2
﴿ كُلُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ ﴾: الأمر للامتنان والإباحة، وقد يستحب في بعض الأحوال، وقد يجب حفاظًا على بقاء النفس. ﴿ مِنْ ﴾: لبيان الجنس، وقيل: للتبعيض. والمراد بالطيبات:
|
|
19-06-2023
|
|
تفسير قوله﴿يَا أَيُّهَاالَّذِينَ آمَنُوا كُلُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكم:2
﴿ كُلُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ ﴾: الأمر للامتنان والإباحة، وقد يستحب في بعض الأحوال، وقد يجب حفاظًا على بقاء النفس.
﴿ مِنْ ﴾: لبيان الجنس، وقيل: للتبعيض.
والمراد بالطيبات: الحلال في ذاته وعينه، بحيث لا يكون نجسًا ولا مستخبثًا ضارًّا بالبدن أو العقل، والحلال في كسبه بحيث لا يكون مسروقًا أو مغصوبًا أو من كسب حرام، كالربا والقمار والغش، ونحو ذلك.
والطيبات أيضًا ما يستطاب ويستلذ وينفع، كما قال تعالى في وصف النبي صلى الله عليه وسلم: ﴿ وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَائِثَ ﴾ [الأعراف: 157].
﴿ مَا رَزَقْنَاكُمْ ﴾ «ما»: موصولة، أي: من طيبات الذي رزقناكم، أي الذي أعطيناكم وأمددناكم.
﴿ وَاشْكُرُوا لِلَّهِ ﴾ معطوف على ﴿ كُلُوا ﴾، وفيه التفات في التكلم إلى الغيبة، فلم يقل: «واشكرونا».
كما أن فيه إظهارًا مقام الإضمار، للإشعار بعظمة الله عز وجل، وأنه الإله المستحق للشكر وحده دون سواه.
والأمر هنا للوجوب؛ لأن شكر الله عز وجل واجب، بل هو أعظم الواجبات وأهمها وأوجبها.
والشكر الاعتراف بنعمة المنعم، والثناء عليه بها، والاستعانة بها على رضاه، قال الشاعر:
أفادتكم النعماء مني ثلاثة
يدي ولساني والضمير المحجبا[1]
وشكر الله تعالى يكون بالقلب، بالاعتراف بنعم الله باطنًا، ويكون باللسان بالاعتراف بها ظاهرًا والثناء عليه بها ونسبتها إليه، والتحدث بها، قال تعالى: ﴿ وَأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ ﴾ [الضحى: 11].
ويكون بالجوارح بالاستعانة بها على طاعة الله تعالى والعمل الصالح، كما قال تعالى: ﴿ اعْمَلُوا آلَ دَاوُودَ شُكْرًا ﴾ [سبأ: 13].
وقام صلى الله عليه وسلم حتى تورمت قدماه، وقال: «أفلا أكون عبدًا شكورًا»[2].
وقال صلى الله عليه وسلم: «إن الله طيب لا يقبل إلا طيبًا، وإن الله عز وجل أمر المؤمنين بما أمر به المرسلين، فقال تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا الرُّسُلُ كُلُوا مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَاعْمَلُوا صَالِحًا إِنِّي بِمَا تَعْمَلُونَ عَلِيمٌ ﴾ [المؤمنون: 51]، وقال تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُلُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ وَاشْكُرُوا لِلَّهِ إِنْ كُنْتُمْ إِيَّاهُ تَعْبُدُون ﴾[البقرة: 172][3].
وأمر عز وجل بالشكر بعد الأمر بالأكل من الطيبات؛ لأن الشكر يحفظ النعم الموجودة، ويجلب النعم المفقودة، كما قال تعالى: ﴿ لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ وَلَئِنْ كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ ﴾ [إبراهيم: 7].
وقد أحسن القائل:
إذا كنت في نعمة فارعها
فإن المعاصي تزيل النعم
وحافظ عليها بشكر الإله
فإن الإله سريع النقم[4]
﴿ إِنْ كُنْتُمْ إِيَّاهُ تَعْبُدُونَ ﴾: قدم المفعول «إياه» للحصر والاختصاص، أي: إن كنتم إياه تعبدون، وتعتقدون حقًّا تفرده بالعبادة وحده، فاشكروا له وحده؛ لأن عبادتكم له عز وجل تستلزم شكره، بل هي الشكر نفسه.
قال ابن القيم[5]: «الذي حسن مجيء «إن» ههنا الاحتجاج والإلزام، فإن المعنى: إن عبادتكم لله تستلزم شكركم له، بل هي الشكر نفسه، فإن كنتم ملتزمين لعبادته داخلين في جملتها، فكلوا من رزقه واشكروه على نعمه».
قوله تعالى: ﴿ إِنَّمَا حَرَّمَ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةَ وَالدَّمَ وَلَحْمَ الْخِنْزِيرِ وَمَا أُهِلَّ بِهِ لِغَيْرِ اللَّهِ فَمَنِ اضْطُرَّ غَيْرَ بَاغٍ وَلَا عَادٍ فَلَا إِثْمَ عَلَيْهِ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ ﴾[البقرة: 173].
ذكر عز وجل في الآية السابقة إباحة الطيبات، ثم ذكر تحريم الخبائث، فقال: ﴿ إِنَّمَا حَرَّمَ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةَ، كما قال تعالى في سورة النحل: ﴿ إِنَّمَا حَرَّمَ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةَ وَالدَّمَ وَلَحْمَ الْخِنْزِيرِ وَمَا أُهِلَّ لِغَيْرِ اللَّهِ بِهِ فَمَنِ اضْطُرَّ غَيْرَ بَاغٍ وَلَا عَادٍ فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ ﴾ [النحل: 115].
وقال تعالى في سورة المائدة: ﴿ حُرِّمَتْ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةُ وَالدَّمُ وَلَحْمُ الْخِنْزِيرِ وَمَا أُهِلَّ لِغَيْرِ اللَّهِ بِهِ وَالْمُنْخَنِقَةُ وَالْمَوْقُوذَةُ وَالْمُتَرَدِّيَةُ وَالنَّطِيحَةُ وَمَا أَكَلَ السَّبُعُ إِلَّا مَا ذَكَّيْتُمْ وَمَا ذُبِحَ عَلَى النُّصُبِ ﴾ [المائدة: 3].
jtsdv r,gi﴿dQh HQd~EiQhhg~Q`AdkQ NlQkE,h ;EgE,h lAkX 'Qd~AfQhjA lQh vQ.QrXkQh;l:2 gQh vQ.QrXkQh;l2 r,gidQh
jtsdv r,gi﴿dQh HQd~EiQhhg~Q`AdkQ NlQkE,h ;EgE,h lAkX 'Qd~AfQhjA lQh vQ.QrXkQh;l:2 gQh HQd~EiQhhg~Q`AdkQ lAkX jtsdv vQ.QrXkQh;l2 vQ.QrXkQh;l:2 'Qd~AfQhjA r,gi﴿dQh r,gidQh
سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ
|
الأعضاء الذين قالوا شكراً لـ قَـلـبْ على المشاركة المفيدة:
|
|
20-06-2023
|
#2
|
جزاك الله خيرا
ونفع بك ع الطرح القيم والمفيد
وعلى طيب ماقدمت
اسعد الله قلبك بالأيمان
وسدد خطاك لكل خير وصلاح
وفي ميزان حسناتك ان شاء الله
دمت بطاعة الرحمن
|
|
سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ
|
22-06-2023
|
#3
|
مشاركه جيده ومفيده
وتفاعل طيب ...وتواجد جميل
بارك الله فيك
|
|
سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ
|
23-06-2023
|
#4
|
ومضات ايمانية رائعة..
تنساب الى حنايا الروح..
أثابك الله على هذا الطرح الرائع..
وجعله بموازين حسناتك..
بحفظ المولى.
|
|
سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ
|
25-06-2023
|
#5
|
|
|
سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ
|
01-07-2023
|
#6
|
جُزاكّ الله خُير علىّ مُـا قُدمتّ
ورزُقكّ بُكُل حَرف خّطتهَ أناملكّ جُزيل الحُسناتّ
|
|
سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ
|
01-07-2023
|
#7
|
01-07-2023
|
#8
|
"
"'
قوافل من الكادي أنثرها لهذا الحضور الرقيق
الله لايحرمني من جمآل حضوركم
كل الحب,. :-ff1 (8):
|
|
سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ
|
04-07-2023
|
#9
|
,’
- سلمت على غيث عطائك الدائم :-ff1 (8):.
|
|
سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ
|
06-07-2023
|
#10
|
_
،
جَزَاكَ اَللَّهُ اَلْجَنَّةَ وُوَالُدِيكْ
سَلَّمَتْ يَدَاكَ وَنَفَّعَنَا اَللَّهِ بِمَا طَرَحَتْ
- لَا عَدِمْنَا هَذَا اَلنَّقَاءِ . . :-ff1 (8):
~
|
|
سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ
|
الكلمات الدلالية (Tags)
|
آمَنُوا, لَا, أَيُّهَاالَّذِينَ, مِنْ, تفسير, رَزَقْنَاكم2, رَزَقْنَاكم:2, طَيِّبَاتِ, قوله﴿يَا, قولهيَا, كُلُوا |
تعليمات المشاركة
|
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك
كود HTML معطلة
|
|
|
| | | | | | | | | |