الشيخ أحمد بن النعمان بن محسن بن عبدالله الكعبي البحراني ،
ولد ما بين السنوات الميلادية ١٧٨٤ – ١٧٩٠م حسب ما أورخ عن حياته الذي تلقى
تعليمه الإبتدائي في الدين الإسلامي وبعدها عمل كاتباً لدى السيد سعيد بن
سلطان بمسقط ، ومن كثرة إجتهاده وأمانته بعمله ولاّه سلطان عُمان برئاسة
وزارتي الخارجية والتجارة .
وعن عمر يناهز قرابة الـ ٥٠ عاما كُلّف الشيخ أحمد بمهمة رسمية للتوجهه إلى
الولايات المتحدة الأمريكية من قِبل سلطان عُمان كأول سفير عُـمـاني على ظهر
السفينة ( سلطانة ) ، وذلك لتقوية العلاقات بين الإمبراطورية العمانية الممتدة
والولايات المتحدة الأمريكية .
حيث تضمنت تلك الرحلة البحرية طويلة المسافة والقاطعة من قارة
آسيا شبة الجزيرة العربية من بحر عُمان الذي يطل على المحيط الهندي مرورا بقارة
أفريقيا ومتجهةً لقارة أمريكا ، عقد صفقات تجارية أبرزها شراء الأسلحة التي كانت
عُـمان بحاجتها في ذلك الوقت لصد البرتغاليين وإفناءهم من داخل الأراضي
الموزمبيقية التابعة للإمتداد العُماني آنذاك .
السفينة ( سُلطانة ) سفينة يعجز اللسان عن وصفها برونقها والطابع العُماني التي
تتحلا به ، فلن أهضم حق وصفها بفقرة بسيطة بل تحتاج مقالا لحالها ، كانت
مُحملةً بالكثير من البضائع التي بيعت في ميناء نيويورك من باب التجارة النشطة
لحساب سلطان عُمان السيد سعيد بن سلطان ، من تمور عُمانية وجلود الحيوانات
المجففة والقرنفل والصمغ ومنها السجاد الإيراني يدوي الصنع .
غير أن السفينة كانت محملة كذلك بهدايا لرئيس الولايات
المتحدة الأمريكية لتبادل الثقافات بين البلدين ، بل ومن كرم سلطان عُمان وأهلها
فقد أرسل السيد سعيد بن سلطان جوادين عربيين أصيلين وبعض الجواهر الثمينة
إلى جانب ذلك العطور العربية الخالصة ، ومن دلالة العرب قديماً سيفاً مطعّم
بالذهب الخالص .
كما ورد بكتب المؤرخين للتاريخ العُماني والأمريكي وصلة الترابط فيما بينهما من
بعد تلك الزيارة للسفير العُماني وما قبلها ، بأن ما قدمة الرئيس الأمريكي من
هدايا بالمقابل لسلطان عُمان السيد سعيد باخرة كبيرة .. فاخرة بأثاثها وعدد ستة
من الأسلحة البندقية المميزة .
ويذكر تاريخيا بأن في رحلة العودة من هذه المهمة التي
إستغرقت ذهابا وإيابا ما يقارب الـ ١٠ أشهر ، أنه بقيادة الربان أستطاعوا أن يجتازو
بتلك السفينة المحيط الأطلنطي وأمواجه المضطربة حتى الوصول إلى أرض عُمان
بسلام .
السفير العُماني الشيخ أحمد بن النعمان الكعبي المهام الذي تقلد بعدة مهام
كوزير للخارجية والتجارة ، حيث أصبح بعدها الوزير والسكرتير الأول للسيد سعيد بن
سلطان سلطان عمان ، هو أول سفير عماني عربي تطئ قدمة تلك القارة البعيدة
وترسى سفينة ( سلطانة ) على مرسى موانئ نيويورك ، تضمنتها تلك السفرة في
أنه تم أبرام إتفاقيات دولية لتوطيد العلاقات والتعاون فيما بينهم لأمد بعيد
بالنيابة عن السيد سعيد بن سلطان سلطان عُـمان .
Hpl] fk hgkulhk lpsk uf]hggi hg;ufd lo.k
Hpl] fk hgkulhk lpsk uf]hggi hg;ufd lo.k hgkulhk