و بعد كل ما مر بنا من تجارب مؤذية
كيف لنا أن نقابل الحب باذرع مفتوحة
وقلوب مرحبة وبسمات مستبشرة
كيف نغتسل من ذاكرة الألم والدموع والخيبات
ونصدق وعوده ونأذن له بالدخول لساحة معاركه السابقة
حيث لازالت أشلاء الأحلام القديمة متناثرة تنزف سذاجتها
وأرواحنا التي انهكها فيض محاولات فاشلة
بأى طريقة نقنعها بفرصة أخرى
وهي بعدها تتعافى من جروح غائرة
من يستطيع تحرير قبضاتنا المحكمة على مشاعرنا
بعدما أورثت الخوف والحيطة والحذر
لكن الحب دائما ما يقبل التحدي
وله سبل اغراء لا تقاوم
يقدر حيث يفشل ما عداه في استدراجنا خارج حصوننا
يمتلك سلطة لا ينافسه عليها أحد
في التحكم فينا وسلبنا إرادتنا اختياريا
حين يقرع الأبواب ...تفتح بلهف
حين يلوح لنا ..نهرع مستقبلين
حين يأمر نصدع خاضعين
وحين يولي مبتعدا.. نتساقط طيور كسيرة الجناح
عيوننا علقى به تنتظر التفاتة
ضحايا لا نتعلم ولا نبرئ إلا استعداد لجولة أخرى
لم نبر أيماننا بهجرانه
نتبعه حيث يريد لنا أن نذهب وراءه
ومهما خذلنا نصدقه ونكذب شكوانا منه
وندعي له ألف دليل براءة وألف سبيلا لدحض الاتهام
ونسفه من الأساس
وتبقى مقاومتنا له هشة كقبضة رضيع
ونبقي نشتهيه كأخر انفاس الحياة.