الحلال والحرام والمشتبهات
عن النعمان بن بشير رضي الله عنهما، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
«الحلال بين، والحرام بين، وبينهما مشتبهات لا يعلمها كثير من الناس.
فمن اتقى الشبهات، استبرأ لدينه وعرضه.
ومن وقع في الشبهات، كراع يرعى حول الحمى، يوشك أن يواقعه.
ألا وإن لكل ملك حمى، ألا إن حمى الله في أرضه محارمه.
ألا وإن في الجسد مضغة، إذا صلحت صلح الجسد كله، وإذا فسدت فسد الجسد كله، إلا وهي القلب»[1].
والحديث الشريف يقرر وجود ثلاثة أقسام:
♦ الحلال البين الواضح.
♦ والحرام البين الواضح.
♦ المشتبه، وهو الذي لا يعلمه كثير من الناس.
والورع هو البعد عن هذا القسم «المشتبه». فإن وراءه الحرام، فهو كالسياج المحيط بالحرام، فالبعد عنه بعد عن الحرام من باب أولى.
وقد أوضحت هذا المعنى إحدى روايات البخاري لهذا الحديث وفيها:
«.. فمن ترك ما شبِّه عليه من الإثم، كان لما استبان أترك، ومن اجترأ على ما يشك فيه من الإثم، أوشك أن يواقع ما استبان.
والمعاصي حمى الله، من يرتع حول الحمى يوشك أن يواقعه»[2].
ومما يؤكد هذا المعنى قوله صلى الله عليه وسلم:
«دع ما يريبك إلى ما لا يريبك»[3].
وقد سأل النواس بن سمعان رضي الله عنه، رسول الله صلى الله عليه وسلم عن البر والإثم فقال: «البر حسن الخلق، والإثم ما حاك في صدرك وكرهت أن يطلع عليه الناس»[4].
وهذان الحديثان يجعلان من فطرة الإنسان - في معرفة الخير والشر - مقياسًا عندما يكون الإنسان في دائرة الشبه، لمعرفة مكان الخطر فيبتعد عنه. وهناك علامتان.
♦ عدم الارتياح النفسي للأمر.
♦ الخوف من اطلاع الناس عليه.
فالحلال البين لا يخاف الإنسان الناس وهو يواقعه. وإنما يكون الخوف من اطلاع الناس عندما يكون الأمر في دائرة الشبه، وإذا كان الأمر كذلك فليترك الإنسان ما يشك به، وليأخذ ما لا يشك به.
[1] متفق عليه (خ 52، م 1599).
[2] أخرجه البخاري برقم (2051).
[3] أخرجه الترمذي والنسائي والدارمي (ت 2518، ن 5727، مي 2532).
[4] أخرجه مسلم برقم (2553).
أ. صالح بن أحمد الشامي
hgpghg ,hgpvhl ,hglajfihj hg]ghg
hgpghg ,hgpvhl ,hglajfihj hg]ghg ,hglajfihj ,hgpvhl