إستيقظ على صوت أنينه من آلامه وصوت أجهزة تنفس
تملأ صدره بهواءٍ نقي لم ينعم به صدره منذ زمن ... أخذ
يسمع حمداً وشكراً أن عاد للحياة وحاول جاهداً أن يفتح
عينيه إلا أن هناك ما يمنعه من ذلك ومرةً أخرى ففشل
فحاول رفع يده لكي تزيح عن عينيه لاصقاً يضايقه إلا أن
هناك يدٌ أخرى أمسكت يده وأعادتها لمكانها وبدأ أن
هناك حديث يدور حوله وشيئاً من صوت إنفجارات بين
ساعات غفوته ليستيقظ على صوت ضحكات من حوله
ودعاءهم وحديثٌ عابرٍ يسمعه عن مقاومةٍ وأن من حوله
هم من المعارضة التي تواجه حرباً شرسه مع أعداء من
الخارج قدموا لمساندة من وضعوه حاكماً لبلادهم ليحقق
مصالحهم وهنا بدأت ذاكرته تسترد عافيتها شيئاً فشيئاً
وتذكّر أن معاناته لم تكن وليدة اللحظة بل كان في مكانٍ
مظلم لا يعلم له أرضاً ينتظر فيه الموت قبل أن يأتوا به
إلى هنا ولا يعلم متى تم سجنه ومن سجنه أو كيف ومتى
وجدوه .. فقط يذكر حين استيقظ هناك بسبب صداع شديد
كاد يفتك برأسه وينفجر من شدة ألمه ... ومعاناته وهو
ينظر حوله فلا يرى سوى ظلامٍ دامس يشكّك بإصابته
بالعمى أو بنزع عينيه فيلمسها بأنامله وتساءل: أين
أنا؟! وهل عميت؟! وتذكر حين تحسّس المكان ... فوجد
كأنه في غارٍ تحيط به الصخور من كل إتجاه ... وتذكر
الهيجان النفسي الذي إعتراه وهو يصرخ بأعلى صوته
فلا مجيب ... وشعر بالرعب بأنه لا محالة هالك هناك
وتذّكر حين لم يسمح له سقف المكان بالوقوف ... فبدأ
يتخبّط بحثاً عن مخرجٍ من الموت ... وبعد جهدٍ جهيد
وبكاء من أن تكون هذه نهايته ... وتذكر حين بدأ ينتظر
أنفاسه المرعبه لتحيله لنهايته ... وتسبب خوفه الشديد
من فقده السيطرة على ما يخرج منه فعجّ المكان برائحة
لم تستطع أنفاسه عزلها عن صدره ... وأصابه غثيانٌ
أخرج كل ما في بطنه ... وبدا لا يستطيع أن يتنفس
فأغمي عليه ليستيقظ من ضجيج صمت المكان ... وبدأ
الظمأ ينال من جسده فأدرك أن ساعات بقاءه على الحياة
لن تطول ... وبدأت أذناه تنزعج بصرخات لا يعلم من أين
تأتي سوى أنها بصوته فأدرك أن حالةً من الهستيريا
جعلته لا يدرك ما يفعل وبدأت تساؤلات غريبه: من أنا؟!
ولماذا أنا هنا ؟! وحاول إسترجاع ذاكرته لكن لا
مجال أن يشاهد شيئاً منها في عقله ... فتنهار
قواه وسط أوجاعه وآهاته فلا يستطيع معرفة
ما يقول وبدأ يسمع أصوات مزعجه ثم صمتٌ مزعج
وبدا عليه إرهاق وفقدان تركيز وأن نهايته قد حان
قطافها وأنه سيموت بمكانه وسيحوي هذا المكان
قبره ... وأن من وضعه بهذا المكان كان يريد التخلّص
منه ولكن من يكون؟ وبدأ يبحث عن إجابة لمعرفة السبب
غير أنه لا يذكر شيئاً يعطي لمن وضعه هناك مبرراً لذلك
وتم العثور عليه بعد هروب أحد من قوة قيادة الحرس
الرئاسي الذين قاموا بخطفه وحبسه في الغار ... وكان
الحاكم قد أمر بتصفيته غير أن الهارب الذي أمر بسجنه
لإدراكه أن الحاكم قد يأمر بتصفية عناصر القوة فيتخلّص
من تهمة تصفية قائد جيشٍ رفض أن يعطي أوامره
بتصفية المعارضين للحاكم ولا يستطيع الحاكم تنحية
قائد الجيش لأن الأخير يقف خلفه أغنى القبائل في
البلد وأعلن الحاكم حالة الطوارئ القصوى بسبب أن
المعارضة قامت بخطفه وتصفيته إلا أن هذا الهارب
أمر فرقته بإخفاءه بالقرب من منطقة المعارضه
لتكون التهمة من نصيب المعارضه وذهب الهارب
للمعارضة وأبلغهم بخطة الرئيس ... وفي هذه الأثناء
يتراكض رجال من المعارضه لإخفاء قائد الجيش تحت
الأرض خوفاً من قيام الحكومة بإرسال صاروخ لتدمير
تمركزهم بعد وصول خبر قيام دوله أجنبيه تمتلك أقماراً
إصطناعية فوق البلد لمراقبة كل تحركات المعارضة مثل
ذلك المخبأ لمعرفة هل تم تهريب قائد الجيش أم لا ...
وطمأنت تلك الدولة الأجنبيه الحاكم بأنها ستجعل من تلك
المعارضة (إرهابيه) في الأمم المتحده وتحذر من الدول
التعاون معها أو مجرد التواصل وتمكنت تلك الدوله من
كسب ولاء الكثير من الدول المتعاونه والذين أكدوا على
محاسبة كل جهة تساعدهم بالمال أو السلاح أو حتى
تعاطف ... وتقوم تلك الدولة الأجنبية بقصف المبنى الذي
توقفت عنده قبل أيام سيارة تحركت من المخبأ لهذا
المبنى لكن الجميع وقياداتهم كانوا في مأمن ...
وأربك الدولة الأجنبية أن هواتف المعارضة وأجهزة
قادتها قد توقفت عن البث ... فقاست تلك الدولة
أن ذلك دليل على مقتل جميع القيادات ... وأرضخت
الدولة الأجنبية صندوق النقد أن يمد الحاكم بمبلغ
مئة مليار يورو يتم تخصيصها للتسليح فقط .... ومع
ذلك يبقى قائد الجيش السابق غير مؤهل نظراً لضعف
الذاكرة وصعوبة التركيز والتناسق الحركي وشعور
منخفض بالإدراك البصري والسمعي والذوق فحواسه
ليست معه ويقولون الأطباء أن ما حدث له كان قاسياً
عليه وعلى نفسيته وعقليته ... إلا أن عناصر المعارضة
أرادوا إستثمار وجوده بينهم فأمرت بأن يكون قائد الجيش
هو زعيم المعارضه (الصوري) وهو ما هزّ البلاد وبدت
قيادات وعناصر من الجيش بالهروب وأحدث ذلك ضجه
عالميه وصف إعلامها القائد بالطاغية النرجسي وتحذر
كل دول العالم التي تدرك أن الحاكم ظالم بأن تضع يدها
في يد هذا القائد الإرهابي المتغطرس ... وأصبح الشعب
يقاتل الحاكم وعشرون دوله تتهم الشعب بأنه ظلم حاكمه.
إنتهت القصه الوهميه وارجو ان تنال رضاكم
أخت غلا قد لا تصدقين أنك من أكثر
الداعمين لمزيد من العطاء في كتاباتي
تواجدك وتعليقك يضفي حماساً للإستمرار
في الكتابه شاكر لك سيدتي على تواجدك
وهذا الحضور المميز .... مع إمتناني بحروفك
شكراً لك مرة أخرى .... الله يسعدك