{إن الْإِنْسَانَ لِرَبِّهِ لَكَنُودٌ} ويبقى الإنسان متقلبا في نعم الله زمانا طويلا ، ووقتا مديدا ، رافلا في حلل العافية وممتعا بطيب العيش ، ودوام الصحة ، وتيسير الأمور
{إن الْإِنْسَانَ لِرَبِّهِ لَكَنُودٌ} ويبقى الإنسان متقلبا في نعم الله زمانا طويلا ، ووقتا مديدا ، رافلا في حلل العافية وممتعا بطيب العيش ، ودوام الصحة ، وتيسير الأمور ، وصلاح الأحوال فإذا ما مسته نفحة من بلاء ونزلت به شدة عارضة ، تبرم وتضايق ، وأخذ يعد أيام البلاء ويستطيلها ، ويكثر الشكوى منها ، وينسى أيام العافية ويجحدها وتالله إن هذا لهو الكنود بعينه ، وهو طبع في جنـس الإنسان إلا من رحمه الله وعافاه كما قال تعالى { إن الْإِنْسَانَ لِرَبِّهِ لَكَنُودٌ } قال الحسن البصري في معنى الكنود : هو الذي يعد المصائب وينسى نعم ربه والكنود أنواع : فقد يكون بالحال وعمل القلب من تسخط وضيق وعدم صبر وقد يكون باللسان وكثرة الشكاية ، وكتم النعم وإظهار البلايا ، وقد يكون بالفعل ، فلا تظهر نعم الله عليه ولا يصرفها في مرضاته ، ولا يوظفها لما ينفعه في آخرته.