- تُدغْدغني الذِّكْرى فِي حنايَا السَّهر , فتعود معي فِي جسدي الحائر لِحيْث كُنَّا ,
وحيْث السَّمر ورائِحة الورق والْعِطْر وشال رأْسي القدِيم , نُعيد شريط حديثِنَا
المرْسل بيْن أحْداقنَا , وتتشابك أناملنَا حوْل أَطرَاف الرَّسائل ,
تمْتلئ سحابَات الفرح فتمْطر عُطور الشَّوْق بيْننَا بعْد ثوْرتِهَا المكْبوتة . .
تُغْني لِي وترْقص نبضاتي على نُول قلْبك , تُنظِّم الأبْيات قافيتهَا حِرفيٌّ وحرفك , ونعلِّقهَا على الشَّواطئ ومشارف المدينة ,
يهْتدي بِهَا الزَّائرين لِجسور حمْراء
بِحرِّيَّة الهوى . .
تُناديني وأتوارى عن نظراتك خلْف أَورَاق الرَّبِيع بِطفولة وبشغب مِنْك تُغْني حِيلة حتَّى أُهرْول لِأحْضانك , نبْعث بِأصابعنَا
حتَّى ينْبتَ الزَّهْر ويتجَذَّر فِي كُفوفِهَا , فتكْن أوْردتنَا سحْب مُمْتلِئة , رِياح مِنْك يُثيرهَا وصاعِقة مِنِّي لِتمْطر وتمْطر . .
لََا أَحتَاج أن أَتذَكر , جاري كدمي وعالق كشعْر رأْسي , لَازلْتَ مُسْتمر فِي تَشيِيد بِنائك
داخليٍّ , وفي كُلِّ طابق تُدوِّن ذِكْرى يوْم فقط , اللَّه . .
لَك أن تتخيَّل كمٌّ مِن طابق بُنيتْ ؟ , اللَّه . . لَيْتك تَعلَّم أنَّ قوافل هُدِّمك الأخيرة لَم تُتْقن التَّفْجير , ولم تُلْحق بِأشْلائك الرَّمَاد
رغْم أنِّي لَم تُعد لِي أَشلَاء بعْدمَا أكلتْهَا نارك . . , فِي رحيلك مطر رغْم اِنشِقاق الطَّرِيق وبوار أرْض وفتْق عضلتي المتْخمة
بِك بِسهام غدْر , لَمٌّ يطْويك رحيلك , فأنَا لََا أسْتطِيع تَمزِيق صفحاتك , كثيرة هِي ,
مُجلَّد مجيد تُقدِّسه نبضاتي . .
-
الحَور -