عندما تتمنى أن يحقق فريقك بطولة محددة ولكن لما حققها لم تكن سعيدًا بالشكل الذي تخيلته . أو تمنيت أن تسافر إلى دولة أو بلدٍ ما ، ومن ثم عند ذهابك إليه لم تجد السعادة التي كنت تتخيلها قبل ذهابك ؟
أو مثلاً تمنيت الذهاب إلى مطعم معين أو متنزه أو تمنيت الحصول على شيءٍ ما ، وعندما حصل لك مطلوبك ، هل فعلًا أحسست حينها بطعم السعادة الكاملة ؟ إذن هذا مايطلق عليه السعادة الهاربة !
نتحمس كثيرًا ونريد أن نذهب إلى أماكن عدة بحجة السعادة وعند حصولنا على مطلوبنا لم نجد السعادة الكافية التي كنا تمنيناها .. هذا التفسير يطلق عليه السعادة الهاربة …
ﺣﺎﻓﺔ ﺷﺮﻓﺘﻨﺎ ﻻ ﻧﻜﺎﺩ ﻧﻘﺘﺮﺏ ﻣﻨﻪ ﺣﺘﻰ ﻳﻄﻴر ! ” السعادة شعور لا يضاهيه أي شعور ، والناس جميعًا يبحثون عن السعادة ، ويجدّون في طلبها ويكدحون في تحصيلها ، ولكن ليس كل من يطلب السعادة يجدها ، لأن فهم كل واحد منهم لها يختلف ..
نجد جميع العلماء ومنهم علماء الطب وعلماء النفس كلهم عرفوا السعادة بمفهومهم وبمنظورهم ، لكن إلى الآن لم نجد أحدًا استطاع أن يعرّف السعادة ، ولا يوجد حتى الآن من استطاع أن يحدد أين توجد السعادة أصلًا ! ..
طبعًا هنا لا أعني السعادة الحقيقية التي نجدها في أمور الدين ، أقصد هنا السعادة التي نبحث عنها في أمورنا وحياتنا اليومية .. لو تكلمنا عن معنى السعادة بمفهومها الكبير وأين تتواجد لاحتجنا كتابة آلاف المقالات حتى نحدد معنى السعادة وتعريفها وتواجدها .
مهما بلغ الانسان من أن يجري ويلهث بحثًا عن السعادة ويستميت خلفها لن يستيطع الإمساك بها ؛ وكأن الله سبحانه وتعالى يخبرنا أنها في الدنيا كـسرابٍ بِقيعة !
وقد لخّص الحبيب -صلوات الله وسلامه عليه- سر السعادة في الدنيا في كلمات بسيطة ولكنها كبيرة المعنى فقال : “من أصبح منكم آمنًا في سربه ، معافى في جسده ، عنده قوت يومه ، فكأنما حِيزت له الدنيا”