سيرينا وعمار (حصري بقلمي) ج /4 الأخير

وقفت سيارة سيرينا أمام محل ذلك الشيخ الكبير الذي
تشعّ ملامح وجهه نضارة على مقدمة المحل ويقوم
أبناءه بخدمة زبائن المحل بعد إنتهاء المدرسة ...
جلست سيرينا على طاولة الشيخ وبدا كأنه راشي في
سلوكه معها فلا مصافحةٍ ولا نظره ... وأول أسئلة
الشيخ: هل أنتي مسلمة ؟! ... فبدا أنها تتخيل من
سؤاله كأنه يلبسها رداءً جميلاً ... لا ... لكنني قرأت عن
الإسلام والقرآن وعن ردود علماء المسلمين في تهم
الطرف الأخر ... ما الذي جعلك تأتين لهذا الحي ... لا أعلم
لكنني أحببت أن أرى حال المسلمين وهل حديث زميلي
المسلم في الجامعه ينطبق عليه فقط أم على كافة
المسلمين ... وماذا قال صديقك ... أن البيت المسلم فيه
أباً متسلّط وأمّاً مهمّشه وأن الفتاة تتزوّج من شخص لا
يسمح لها أن تقيّمه قبل الزواج ويعرضونها كبضاعةٍ
أمامه وحين يشتريها تصبح مهمّشه ومهمتها أن تلد له
أبناءه وتنفذ كل أوامره حتى لو منعها من أهلها ويجلد
على الصلاة ويمنع من اللهو والحريه ومحروماً من
أحلامه والشعر يجب حلقه والصوم واجب وألا ترى
الحياة والفتيات والمتعه وبدا في صوتها حشرجه يوحي
بأنها تتمنى أن يكون ما قاله عمّار كذباً ... هوّني على
نفسك ... وقبل أن يجيبها قالت: لا أعلم لماذا في كل
مرةٍ يأتي ذكر الإسلام على لساني تتحرك مشاعري
سألها: وهل ما سمعتيه من القرآن كان يريحك ... بل
يبكيني وأشعر أنني ساذجه حين أبكي على شيء لا
أفهم معناه ... ثم مسحت دموعها وقالت: المقهى لا
يصنع هنا قهوة فقاطعها ابن الشيخ: بلى يا سيدتي ...
يوجد قهوة إبتسمت على اندفاعه وقالت: بل يصنع
طمأنينه فأشار السائق لها أن تستعجل بالركوب بأمرٍ
من والدها ... نهضت لتودع الشيخ قبل أن يجيبها على
أسئلتها وقالت: سأعود لاحقاً لأعرف منك الإجابة ولكن
لماذا بعض المسلمين يشوّه دينه ... من يعرف دينه
حقّ المعرفة لن يتحدث عن الإسلام إلا بخير ... هل
يمكنني أن أسألك سؤالاً ... تفضل ... هل رأيتي قسّاً
يسلم ... نعم ... هل رأيتي داعيةً مسلماً يغيّر دينه ...
لم أطلع على مثل ذلك ... هل يوجد إنجيل باسم عيسى
... لا وانما بأسماء من جمعوه ... هل تؤمنين بأن
القرآن محرّف ... لا ... هل تجدين من غير القساوسة
من يحفظ الإنجيل ... لا ... ملايين من يحفظون القرآن
وهل سمعتي بأحد أسلم ثم عاد لنصرانيته ... لا ...
التشويه سيدتي سببه سلوكيات البشر ولا علاقة بالدين
ولا أحكامه بل ... قاطع السائق حديثهما قبل أن يقول
الشيخ فكرته المبنيّة على تلك الأسئله ... نحن في
إنتظارك بأي وقت ... أدركت أن الإسلام كالمسيحيه
هناك من ينتسب إليه ولا يعرف قيمة الدين وحقيقته
وليس كل من يؤمن بالمسيح يذهب للكنيسة ... ولما
عادت للقصر قابلها والدها أمام الباب وطلب منها ألا
تذهب مرة أخرى لذلك الحي ... ممكن أعرف السبب؟!
... إنهم سيئون ... ليسوا بأسوأ ممن نجدهم في الشاطئ
لا يردعهم أحد أما ذلك الحي فكل شبر يوجد كاميرات
مراقبة أمنيه ... نظر إليها والدها نظره تدل على الحب
وكأنه يستجديها ألا تعتقد أنه ضد سعادتها ... قبّـلته
وذهبت للنوم بعد يومٍ شاق فكريا قبل أن يكون جسدياً
... وفي اليوم التالي ذهبت سيرينا إلى الجامعه وجاءتها
شابه سعوديه وأخذت تتحدث معها بشأن عمار وقالت:
إنتظري مفاجأه لعمار في اليومين القادمين .. إستغربت
سيرينا وقالت: ماذا تقصدين .. هل يهمك أمر عمار ...
تلعثمت في البداية وقالت: نعم يهمني ... وما هو الذي
يهمك ... يهمني معرفة صحة ما ذكره أمس ... لا
أعرف ظروف الحياة التي يعيشها لكن هناك حالات
فرديه لا تذكر أمام جمال حياتنا الإجتماعيه بالسعودية
وطال الحديث بينهما عن السعادة التي يجدها أفراد
العائلة السعودية في ظل الإسلام ولك أن تسألي الشباب
غير عمار ... شكرتها سيرينا ولم تعد تفكر بالعودة
لمقهى الشيخ للحصول على إجابة لتساؤلاتها وما إن
قابلت عمار حتى قالت: أريد تناول القهوة معك ...
وبسعادة على وجهه قال: على الرحب والسعه فبدأت
تسأله عن البيئة التي يعيش فيها وعن عائلته واكتشفت
أنه مثلها وحيد والديه ... ومن كلامه وجدت أن عمار
لا يناسبها لأنه لا يثمّن صبر والديه عليه وأنه الآن
صاحب شخصيةّ مختلفه ولا يصلي ولا يخدم والديه
وفوق ذلك يعيش بحرّيةْ فلا يستطيع والديه مواجهته
وينفذان ما يطلب خشية غضبه لكنه لا يدخن أو يشرب
فقالت له في ختام حوارهما: كنت أعتقد أنك تقدّر معاناة
والديك معك ... قاطعها أنا بنيت نفسي بنفسي ... كنت
أود التقرّب منك لكنك تجعلني اغيّر رأيي بعد حديثك
وسؤالي هل المال الذي تصرفه وتعيش به هنا أليس
جزءاً منه من والديك ... لكن أغلب المال مني ...
إنتهى الحوار ... دقيقه لأتأكد لمعرفة من يتحدث معي
... الم تهملي حديث والدك معك ألم ترفضي أن يتدخل
بحياتك ... ألم تتلفظي على ضيفه ... بإمكانك نهاية
الحوار لكن ليس بالإنتصار فيه ... فتركته وتفارقا ...
وبعد أيام أصدرت الملحقية الثقافية قرارها بإلغاء دورة
عمّار بسبب تصريحاته التي نقلها الإعلام البريطاني
من تشويه للحياة الاجتماعية للسعوديين ... وأسلمت
سيرينا وأخذت تحاول في والديها ليسلما قبل رحيلهما
لكنهما رفضا دعوتها لهم وانقلبت حياة عمّار رأساً على
عقب بعد رحيل والده وإصابة أمه بالزهايمر وكان لذلك
دور في تغيير حياة عمار واهتمامه بأمه ويأتيه إتصال
من سيرينا بعد عدّة سنوات تخبره أنها بالرياض فذهب
إليها ووجدها مع زوجها لغرض العمره لكنهم فضّلوا
الرياض بدلاً من جده لمقابلة عمار وأخذوا جولة في
مزرعة والده التي يعتني بها عمار ... نظر عمار إلى
زوج سيرينا وقال كنت سأسبقك لطلب الزواج منها
لكن هناك من حرّضني لأقول كلمتي الشهيرة والتي
بسببها أضعت كل شيء بكت سيرينا وقالت في نفسها
أنت أول إنسانٍ يزور قلبي ثم يرحل لكن الحمد لله من
قبل ومن بعد ..... إنتهت القصه

المصدر: منتديات انفاس الحب

---

sdvdkh ,ulhv (pwvd frgld) [ L4 hgHodv hgl]dv frgln p dEv] or 4

المصدر: منتديات انفاس الحب

---

sdvdkh ,ulhv (pwvd frgld) [ L4 hgHodv hgl]dv frgln frgld) p dEv] sdvdkh or 4