سعيد ... صديق صديقي (بقلمي)

(1)


كان لي صديق أسمه معاذ ... وكان له صديق وجار أسمه
سعيد ... وكثيراً ما يثني عليه معاذ ويشيد فيه وبأخلاقه
وعلاقته بأهله ولم يكن يمر يوم حتى يأتي بطيب ذكره
وذكر أحداثاً تدور بينهم وتظهر فيه شهامة ومروءة سعيد
فقلت لمعاذ أخبره بأن لك صديق في الرياض يود التعرف
عليك وفي اليوم التالي عاد معاذ ليخبرني ان صاحبه رحّب
بحديثك وقال خله يجي ... له حق علينا نوجّبه ونكرمه فقلت
لمعاذ أخبره بأن واجبه قد تم بموافقته على تشريفي بمعرفته
ودارت الأيام وكلما إتصلت بمعاذ تحدث لي عن صديقه ..
فقلت: ماذا لوفقدته ؟! فتأثر وقال: جعلك ما تفقد غالي
ويزداد اهتمامي بهذا المدعو سعيد وفكرت كثيراً زيارة معاذ
للتعرف على سعيد وازداد هذا الاهتمام ........ ورغم وضع
سعيد المادي إلا أنه سخي وكريم ولا يرفض ابداً طلباً لأهله
أما معاذ ولأنه ينتقي أصدقاءه بدقه فأستغرب أنه تعرّف علي
وربما كان خطأه الوحيد هي معرفته بي ولذلك فأنا أثمّن
هذا الخطأ وأحب صاحبه لأنه نِعمَ الصديق وكثيراً ما يفرح
بقدومي إليه وكان بيننا شرط ألا يكون هناك واجب بيننا
وحين أحضر إليه يقدم لي ما يتناوله في بيته ولا يزيد عليه
ويدور بنا زمن ويتصل بي معاذ للسلام وذكر قصه كانت
بينه وبين سعيد حين كانا يتجولون بسيارة سعيد مرّت بهم
سياره فيها شباب ورمى إحداهم قارورة ماء وتتجاوز سعيد
وتضرب وجه معاذ فتؤلمه ألماً شديداً والشباب يتضاحكون
إلتفت سعيد فوجدني أتألم بشده فلحق بسيارة الشباب وكانوا
أكثر وأقوى منا ولكن سعيد أخذ يحاول إيقافهم حتى أوقفهم
بالقوة ونزل ولم استطع النزول لألم وجهي ورأسي ولم
أستطع رؤية سعيد وهو يحاول مواجة نزالهم فنزلوا وكان
يريد الإقتصاص ممن رمى القارورة حتى وإن واجه الجميع
وحين رأوه وهو يحاول البحث في وجوههم ليعرف من رمى
القاروره فحاولوا تهدئته وأنهم أعتقدوا انها سيارة
صديقاً لهم ويرجونه أن يهدأ وانا انظر إليه وكأنه الجبل
الشامخ الذي تحيط به تلال صغيره وكانت وقفته توحي أنه
لا محاله كان سيدخل معهم في معركه حتى هدأ وعاد
للسياره وقال والله لولا انك كنت تناديني لتجالدت معهم ...


(يتبــــع)

المصدر: منتديات انفاس الحب

---

sud] >>> w]dr w]drd (frgld) frgln sud

المصدر: منتديات انفاس الحب

---

sud] >>> w]dr w]drd (frgld) frgln w]dr w]drd sud

(2)


صمت معاذ فقلت له أكمل ... فتغيرت نبرة صوته وقال
في اليوم التالي جاءني سعيد حزين وسألته ما بك قال ليتني
إنتقمت لك بالأمس وأرجو ألا تذكرها لي أنني ضعفت عن
حقّك قلت له لا تبالي فحقي لن يذهب سدى ما دام هناك ربّاً
لا تضيع الحقوق عنده ... فدعوت لسعيد على وقفته هذه التي
لا يهمه لو واجه مجموعه من أجل صديقه ... وتمر الأيام
بلا إتصال بيني وبين معاذ وتتبعها الشهور وفي يوم يتصل
بي للسلام علي ومعايدتي بعيد الفطر فتذكرت صديقه سعيد
فقال: سعيد ليس بخير ... قلت متفاجئاً: عسى ما شر... قال:
لقد تزوّج ولكنه ليس سعيداً كأسمه مع زوجته بسبب أهله ...
عسى خير ... زوجته لا تريده أن يتكفّل بحاجيات بيت أهله
قال لها يا بنت الناس انا ما قصرت معك وبدأت تتحجج بأن
طفلها الذي ببطنها يحتاج ويحتاج وأنت تقول بأن راتبك لا
يكفيك ، أوقف ما تعطي أهلك .. وحين بدأت أثني على فعل
سعيد قام معاذ بتغيير السالفه .. ثم سافرت خارج المملكه
وانقطعت عن معاذ فتره طويله لأكثر من سنه وحين عدت
اتصلت به وجزءاً كبيراً من إتصالي يتعلق بالحديث عن
صديقه سعيد ذلك الصديق الذي أحببته ولم أقابله يوماً ...
فقال لي بصوت حزين لقد إنفصل عن زوجته ثم جاءه فشل
كلوي وتدهورت صحته وهو يرقد في المستشفى ، صدمني
خبره وتأثرت كثيراً لحاله وفكرت كثيراً زيارته في الطائف
لكن ظروف عملي لم تساعدني حتى أخذت إجازه وحجزت
للطائف وتوجهت لمنزل معاذ فطرقته ولم يفتح أحد وإذا هو
يقف بسيارته وهو مجهد فلما رآني قال لي عظّم الله أجرك
في سعيد قبل قليل دفناه ... بقيت واقفاً وكأن الصدمه كسرت
شيئاً بداخلي ... سعيد الذي تمنيت التعرف عليه يرحل قبل
أن أراه ... سعيد ذلك الذي لا تهمّه نفسه للدفاع عن صديقه
... سعيد ذلك الذي فرّط في زوجته لأجل أهله ... سعيد الذي
أبقى خلفه طفلاً لا يعرف أن والده كان شهماً كريماً خلوقاً
سعيد الذي أحببته ولم أره ... يا إلهي رحل سعيد الذي أحببناه
ونحن لا نعرفه ودعونا له كثيراً دون أن نراه
رحلت يا سعيد وقد أراد الله ان يمتّعك بشبابك في الجنه ...
فالله يقول نحن شهداء الله في أرضه وما سمعنا عنك يا سعيد
إلا ما يسرنا ويسرّ ربك ... رحلت يا سعيد وبقينا نذكر كل
شيء جميل قمت به ... لقد بكيناك يا سعيد لأن مثلك شرفاً
لنا معرفته فقد أرضيت رباً وأهلاً وأصدقاء وأناس لم يروك
رحمك الله يا سعيد رحمة من عنده .... إنتهت القصه

حياك الله كاتبنا
الختم والثبيت
و 500 مشاركة وتقييم
ثم العوده لقراءة القصه
تحياااتي لكك

تمت الاضافه

الله يرحم موتانا وموتى المسلمين
ويجمعنا بهم في جنه عرضها السموات والارض
ويجعلهم من اهل الفردوس الاعلى

نبض سردت قصه تقطع القلوب
وتدمي العيون
فكلنا ذاك الذي فقد قريب
وحبيب وعزيز واتعبنا رحيله
قصه في طياتها يسكن الحزن والالم
جبر الله خواطرنا على كل غالي فقدناه
اجدت السرد والطرح
كعادتك باسلوبك الجميييل
دمت رائعًا ومتألقًا
لاعدمناكك

أخت غلا ... لا أعرف أجمع كلمات جميله لأواكب تعليقك
فكل الشكر على ما قمتي به من ختم وتثبيت
والمشاركات والتقييم والتأكيد على الإضافه
ربما الذين نعرفهم ينالون نصيبا من دعاءنا لهم
لكن هناك آخرين يسخرنا الله لهم لكي نزداد في دعاءنا لهم
نشارك أهلهم الفقد ونشارك محبينه الدعاء لهم
الفقد يا سيدتي موجع والغريب ان نجد ذلك مع من لا نعرفهم
لمجرد ذكر طيب وأخلاق حسنه ومحبة رب العالمين كلها جعلتنا
نهتم لأمرهم ونحبهم ونقدّرهم وندعو لهم لأن الله عز وجل
زرع في قلوبنا حبهم لأنه أحبّهم وحبب لهم ملائكته وعباده
ومحظوظ من يحبه الله فجميع الخلائق تحبه وتدعو له
رحم الله من نعرف ومن لا نعرف ... رحم الله من زارهم الموت
وحفظك الله أخت غلا وحفظ لك من تحبين ورحم الله من فقدتي
كل الشكر والتقدير لك أيتها الأميره

ااااه ي نبضنا
و كأنك وضعت الملح على الجرح
فقد الاحباب والاعزاء بالموت موجع جدآ
الله يرحم ابوي و سعيد و اموات المسلمين جميعآ

نبض المشاعر
دائم الابداع ولذيذ السرد
تجعلنا متعطشين من بداية القصة
نسابق السطور لمعرفة النهاية
ونهاية قصتك اليوم مؤلمة
رغم كل الوجع راااقت لي
تستحق الاعجاب والتقييم و
وبشوق انتظر ابداعك القادم

جميلة قصة هذا الصديق
رغم الوجع الذي يسكن م بين السطور
قلّما نجد سعيدا هذا الرجل الطيب
في زماننا هذا الذي يغلب عليه طبع الانانية والمادة
رحل الرجل لكن اخلاقة الجميلة جمّلت سيرته بعد رحيله
هكذا هو الشخص الجيد
الذي بيقى حيّا في قلوب من حوله
وتبقى سيرته العطرةع السنهم

,,نبض
ابدعت ي صديقي

عظم الله اجرك
ورزقك الصبر والسلوان
واسال الله ان يرحم سعيد وجميع موتى المسلمين

هذة هي رحلة الحياة
الله يرحمه و يجعل مثواه الجنة
الله اذا حب عبده حبب الناس فيه

قصة معبره و فيها حكمة

تسلم ايدك