الفرق بين النفاق،والرياء،وأيهما أضر الرياء هو، المراد به إظهار العبادة لقصد رؤية الناس لها فيحمدوا صاحبها،وهو العمل لرؤية الناس كالصلاة والصدقة، قال الله تعالى(يا أيها الذين آمنوا لا تبطلوا صدقاتكم
الفرق بين النفاق،والرياء،وأيهما أضر
الرياء هو، المراد به إظهار العبادة لقصد رؤية الناس لها فيحمدوا صاحبها،وهو العمل لرؤية الناس كالصلاة والصدقة،
قال الله تعالى(يا أيها الذين آمنوا لا تبطلوا صدقاتكم بالمن والأذى كالذي ينفق ماله رئاء الناس ولا يؤمن بالله واليوم الآخر)البقرة،
وهوإرادة الناس بالعمل الصالح رجاء المدح والثناء والسمعة والشهرة،فهو أن يظهر أن عمله لله، وهو لا يريد به إلا التمدح والسمعة الحسنة عند الناس،ويدخل في الأعمال والأقوال وهو مما يحبط العمل الذي قارنه،ويقول الله،تعالى،لأهله،اذهبوا إلى الذين كنتم تراءون فانظروا هل تجدون عندهم من ثواب أعمالكم شيئاً،
وسماه النبي،صلى الله عليه وسلم،الشرك الأصفر،
وأما السُّمعة، المراد العمل لأجل سماعهم كالقراءة والوعظ والذكر،
حكم السُمعة مع الدليل، قال النووي،كما أن الرياء محبط للعمل كذلك التسميع،وهو أن يعمل لله في الخلوة ثم يحدث الناس بما عمل،
قال الطبري،كان ابن عمر،وابن مسعود، وجماعة من السلف، يتهجدون في مساجدهم ويتظاهرون بمحاسن أعمالهم،ليقتدى بهم،
فمن عمل عملاً يريد به ثناء الناس ومدحهم له فهذا هو الرياء الذي سماه النبي صلى الله عليه وسلم،الشرك الأصغر،
روى الإمام أحمد،والبزار،أن النبي صلى الله عليه وسلم،قال(إن أخوف ما أخاف عليكم،الشرك الأصغر،قالوا،يا رسول الله وما الشرك الأصغر،قال،الرياء يقول الله لهم يوم يجازي العباد بأعمالهم،اذهبوا إلى الذين كنتم تراؤون في الدنيا فانظروا هل تجدون عندهم جزاء وخيراً)
التحذير من الرياء والسمعة في الكتاب والسنة، أن إخلاص العبادة لله في القول والعمل وموافقة السنة، هي من الأعمال الصالحة المرضية عند الله، ومما ينافي تلك الأعمال الصالحة ويبطلها،الرياء والسمعة، فيشرك مع الله في هذه العبادة، ولايبقى له من أجره شيئاً، مع وقوعه في وعيد الله وسخطه،
قال الله تعالى(قُلْ إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ يُوحَى إِلَيَّ أَنَّمَا إِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ فَمَنْ كَانَ يَرْجُوا لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلًا صَالِحًا وَلَا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا)الكهف،
قال سعيد بن جبير،عن معنى لايشرك بعبادة ربه أحداً،أي لا يرائي بعبادة ربه أحداً،
وقال تعالى،في الحديث القدسي الذي رواه أبو هريرة رضي الله عنه،قال،قال رسول الله صلى الله عليه وسلم(قال الله تبارك وتعالى(أنا أغنى الشركاء عن الشرك، من عمل عملا أشرك فيه معي غيري، تركتُه وشِركه)رواه مسلم،
وماجاء في صحيح البخاري،ومسلم،روي عن أبي هريرة أن رسول الله قال(من راءى راءى الله به، ومن سمَّع سمَّع الله به)
ومعنى الحديث، من سمَّع أي عملاُ على غير إخلاص،وإنما يريد أن يراه الناس ويسمعوه جوزي على ذلك بأن يشهره الله ويظهر ما كان يبطنه، ويجعله حديثاً عند الناس الذي أراد نيل المنزلة عندهم بعمله، ولا ثواب له في الآخرة عليه،
وكذلك من راءى بعمله الناس راءى الله به، أي، أطلعهم على أنه فعل ذلك لهم، ولم يفعله لوجهه عزوجل فاستحق على ذلك سخط الله وأليم عقابه)رواه البخاري في صحيحه،
وقال بشير بن عقربة الجهني،سمعت رسول صلى الله عليه وسلم يقول(من قام بخطبة لا يلتمس بها إلا رياء وسمعة، أوقفه الله عز وجل يوم القيامة،موقف رياء وسمعة)رواه أحمد،
قال السندي،قوله،موقف رياء وسمعة، أي،موقفاً يجزيه فيه جزاء الرياء والسمعة،
النفاق،معناه،أن يبطن خلاف ما يظهر للناس،وهو نوعان،
النفاق الأكبر، ويسمى نفاق العقيدة حيث يبطن صاحبه الكفر ويظهر الإيمان،فهذا أشد الناس عذابا يوم القيامة وهو في الدرك الأسفل من النار،
قال الله تعالى(إِنَّ الْمُنَافِقِينَ فِي الدَّرْكِ الأَسْفَلِ مِنَ النَّارِ وَلَن تَجِدَ لَهُمْ نَصِيراً)النساء،
النفاق الأصغر، ويسمى نفاق العمل حيث يتصف صاحبه بخصال هي من خصال المنافقين،ولا يبرأ منها حتى يدعها،
ومن هذه الخصال،ما رواه البخاري،ومسلم ،عن أبي هريرة رضي الله عنه،عن النبي صلى الله عليه وسلم،قال( آية المنافق ثلاث،إذا حدث كذب،وإذا وعد أخلف،وإذا اؤتمن خان )
وفي الصحيحين،من حديث عبد الله بن عمرو رضي الله عنه،أن النبي صلى الله عليه وسلم،قال( أربع من كن فيه كان منافقاً خالصاً، ومن كانت فيه خصلة منهن كانت فيه خصلة من النفاق حتى يدعها،إذا اؤتمن خان، وإذا حدث كذب،وإذا عاهد غدر، وإذا خاصم فجر)
وبين النفاق الذي هو، خداع ومراوغة،حيث يبطن صاحبه خلاف ما يظهر، سخرية واستهزاءا بالمؤمنين،وإصراراً على الباطل وعدم الانصياع للحق،
ومن هذه الأمراض الرياء، وهو أن يعمل الإِنسان الطاعةَ ليراه الناس فيثنوا عليه،
قال الله تعالىï´؟وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّين)البينة،
أخلص نيتك دائماً لله تعالى،ولا تراء واسـمع معي حديث أَبي هريرة رضي الله عنه،أن رسول الله صلى الله عليه وسلم،قال،قال الله تعالَى(أنا أغنى الشركاء عن الشرك من عمل عملاً أشرك فيه معي غيري تركته وشركه)رواه مسلم،
معنى هذَا الحديث، أَنه لا يليق بالله أَن يشرك بِه،فان عملت شيئاً طالباً محمدة الناس لم يقبله الله منك،فعمل الـمرائي لا ثواب فيه بل هو آثم بمراءآته،
فانظر نفسك،وراقب قلبك،إِن كنت إذا صليت في الخلوة عجلت فاقتصرت على الأركان،وإذا كنت بين الناس أطلت صلاتك، واستحضرت الخشوع وحسنت صلاتك فسائل نفسك لم تفعل ذلك وهل أَنت تطلب منزلَة في قلوب الخلق،
وهل هذا أحب إِليك من منزلتك عند الخالق،الناس مخلوقات مثلك لا يخلقون نفعاً ولا ضراً،لا ينفعونك ولا يضرونك إِلاَّ بإذن اللهِ، فإن اللهَ تعالى هو الـمسخر للقلوب بالـمنع والإعطاء فأي غرض لك في إيثار ذم اللهِ تعالى لأجل حمدهم لك ولا يزيدك حمدهم لك رزقاً ولا يؤخر أَجلاً،ولا ينفعك يوم القيامة،
فداوي قلبك من الرياء،واجعل رضا خالق الخير والشر مبتغاك وأخلص نيتك لله ولا تبال إن ذمك الناس أَو مدحوك فكل الخير في رِضَا اللهِ،
اللهم انا نعوذ بك من النفاق والرياء وسوء الأخلاق
بورك فيكِ
وجزاكِ الله كل خير
وأنار قلبكِ وطريقكِ بنور الهداية والإيمان
طرحتِ فأبدعتِ كتب الله لكِ أجر هذا الطرح
دمتِ في حفظ الله ورعايته