على أيِّ شيءٍ تتحسَّرُ وتألَم؟! أعَلَى سيارةٍ تهشَّمت، وبقِيَتْ لك صحَّتُك؟! أم على بيتٍ احترقَ، وبقِيَ إيمانُك صرحًا مرفرفًا؟! أم على ولدٍ سبَقك ليفتحَ لك أبواب الجِنان غدًا؟!
أم تتحسَّر على حِفنةِ دُرَيْهماتٍ خسِرتَها، سوف يخلفُ اللهُ لك خيرًا منها؟ أم على أرضٍ أضعتَها، وقد أعدَّ اللهُ لك -إن كنت مؤمنًا صابرًا- قصورًا في أعالي الجنانِ، طول أحدِها سبعون مِيلاً، في ستين ميلاً؟ فعلى أيِّ شيء تحزن؟ وعلى أيِّ شيءٍ تكترث؟! وعلى أيِّ شيءٍ تندم؟!
أم تحزنُ على عضوٍ استودعتَه عند ربِّك، يجازيك عليه بعضوٍ أقوى وأصحَّ منه، أو بأجنحةٍ تطير بها في الجنَّة حيثما تشاء؟
وعلامَ تحذَرُ أن يفوتَك شيءٌ من زينة الدنيا وحلاوتِها، ونفسك التي لن تُغلِيَ شيئًا أكثر منها ولن تقدِّمَ شيئًا عليها- سوف تفقدُها يومًا من الأيام راغمًا أو طائعًا في خضمِّ هذه الدنيا؟