رفض والد عبداللطيف أن يذهب للمستشفى فإتصلت به زوجة أبيه لتخبره عن آلام والده ... فانطلق يلبس ثوبه ويجد خوفاً في عيني زوجته من طارئٍ حدث لوالده فقال: أبي يشعر
رفض والد عبداللطيف أن يذهب للمستشفى
فإتصلت به زوجة أبيه لتخبره عن آلام والده ...
فانطلق يلبس ثوبه ويجد خوفاً في عيني زوجته
من طارئٍ حدث لوالده فقال: أبي يشعر بآلام من
فتره دون أن يذهب للمستشفى ... من أخبرك بذلك ؟!
(رغم علمها بأن زوجة أبيه هي من إتصلت به) ...
نظر إليها نظرة غضب وقال: زوجة أبي ... ولماذا
لِمَ لم تتصل بأخوانك الكبار؟! ... إذا قابلتيها إسأليها !!
ثم خرج وهي تردد: كالعاده لا تتصل إلا بك!! ...
لم يجد متسعاً من الوقت للرد على كلماتها التي تهزّ
كيانه من غيرتها من زوجة أبيه ويستغرب مثل
هذه الغيره فهي زوجة أبيه وليست زوجة أحد
إخوانه لتغار منها ... وفي الطريق أخذ عبداللطيف
يحاول أن يجد مبرراً لتصرّف زوجته وقصة غيرتها
وتذكّر تلك القصة التي أخبرته زوجته وذلك الثناء من
زوجة أبيه له وأنه الأكثر برّاً بوالده وأن أي طلبٍ من
الأب يوجّهه إلى عبداللطيف رغم أنه الإبن الثالث
وكيف بدت ملامحها وهي تصف زوجة أبيه الجميله
وبدأ يسأل نفسه: هل هذه الغيرة نابعة عن حب أم
أنها تكره زوجة أبي ... ثم أشغل المذياع
على قراءة القرآن ليزيح عنه هذه الهموم التي ألمّت
به ... وما إن وصل بعد معاناةٍ من زحمة الطريق إلى
بيت والده وحين وقعت عينه على والده بكى الأب
ليس من ألمٍ ألمّ به لكنها محبةّ لهذا الإبن الذي يرى
فيه أنه الوحيد من بين إخوانه الذي يشعر به وبآلامه
قبّل يدي والده وبعد محاولاتٍ منه تم نقله لطوارئ
المستشفى وجلس من الظهر حتى بعد المغرب وهم
بين أشعه وتحاليل من دم وغيره وكشف ليتفاجأ بأخوه
الكبير يتصل به ويعاتبه بقسوة لأنه حين توجّه للسلام
على ابيه قالت زوجة والده: والدك بالمستشفى
فغضب منها : لماذا تبادري بالإتصال بعبداللطيف
دون أخواني الثلاثه ولماذا لم تتصلي بي قبل أي أحد
فشعرت أن غضبه هذا نابع من كراهيته لها
وليس عتاباً منه على تصرّفها ... وما إن وصل
الأخير للمستشفى حتى لحق به بقية أخوانه
ثم إختيه المتزوجات فارتاح بأن أبناءهن من
جاءوا بهن ولم يكن يرغب حضور أزواجهن
وهناك يتفاجأ الجميع بكثافة خلايا الخبيث
في جسد والدهما والذي لن يعيش طويلاً ...
فانهار الأبناء لهذا الخبر القاسي ... وتم
تنويم الأب بالمستشفى لعمل ما يلزم من
منع توالد الخلايا السرطانية في جسده ...
ولم يشأ الإبناء أن يخبروا والدهم بأمره لكن
الطبيب شرح ذلك له وسط صدمه من الأبناء
وبدأت ملامح الأب تبرز حجم الكارثة عليه وصدمته
أن ذلك المرض نفسه الذي أودى بحياة زوجته
وكيف أنها لم تعش سوى أسابيع فقط بعد
تلقيها الخبر ... وبينما هم في غرفة والدهم بدأ
الأخ الأكبر يتحدث عن إنزعاجه من عدم قيام
عبداللطيف الإتصال بهم وأنه لا ينسى حين أخذ
أمه للمستشفى ولم يعلمون إلا من زيارتهم لبيت
والدهم عند قهوة المغرب حين أخبرهم والدهم
أن عبداللطيف نقلها للمستشفى في الصباح
ولم يعودا إلى الآن ... ثم أخذ الكبير يبرر بمواقف
والده معه وعن تجاهله له وإلا كيف يطلب من زوجة
أبيه أن تتصل بعبداللطيف وتتجاهله وقال: تكلمت
على زوجة والدي بقسوة أمام أبي لأنها تتجاهل أن
تتصل بي فيبدو لوالدي أنني مقصراً معه حتى أنها
تباكت من حديثي وقالت والدك من أمرني بذلك وأنا
وإن رأيت إنزعاج والدي أنني تكلمت على زوجته
إلا أنها رساله لكي أبرهن له أنه ورغم تقصيره في
مساعدتي مقارنةً بمساعدتك يا عبداللطيف وما قام
به في دخولك الجامعه وهو الذي لم يفعلها معي
وبدأ الكبير يتحدث عن أوجاعه وخوضه معاناةٍ لم
يساعده فيها أحد ... أما أنت يا عبداللطيف فقد
فعل لك أبي ما لم يفعله لكل أخواني ... بدت ملامح
عبداللطيف مستغرباً هذا الحديث الذي يحمله أخاه
في نفسه منذ تلك الأيام التي تجاوزت عشر سنين
وظنت زوجة أبيه أنه يكرهها بهذا الكلام ... ولم
يعلّق أحداً من الحضور على كلام الكبير وكان
لحضور إبن الأخت الكبرى بالشاهي والقهوة من
تغيّر جوّ هذا التجمّع لكن الأمر يختلف في نفس
عبداللطيف ومحاولة فهم التراكمات النفسيه
من زوجته ومن زوجة أب تثمّن جهوده ومن أخٍ
كبير يدرك ما يعنيه والده له .... ليخرج عبداللطيف
ويتصل بصديقه الدكتور النفسي ليخبره بكل تلك
التراكمات التي ذكرت وغيرها .. فقال: إن ذلك هو
طعم الحياة فحين تفضفض النفس فإنها لا تريد
أن يبقى بداخلها شيئاً حتى وإن أزعج أحداً هذا الكلام
ولا ينبغي عليك يا عبداللطيف أن تتخذ قراراً سلبياً
من كلام أظهر لك صورة معاناة الآخرين والذين
لم يكتموها عنك بل باح بها نقاءهم ورغبتهم بإخبارك
ما يشعرون به فاطمئن ولا تعطي كل حديث أو أمراً
أكبر من حاجته وحاول أن ترى الجانب الإيجابي من
تعابيرهم فحب أخوك لوالده جعله يتحمّل هذا التعامل
من والده وليبرهن لك أن ذلك لم ينعكس في التعامل
معك ولتبرهن زوجتك أنها الوحيدة التي تثني عليك
وليس أي أنثى أخرى وما غيرتها إلا حبّاً لك ...
إنتهت القصه ... أرجو أن تنال إعجابكم
مبدع كاتبنا كعادتكك
ماشاءالله متميز في السرد واختيار القصص
حلوه روح العائله
والتواصل بينهم
مهما كثرت المشاكل بينهم
لكن تبقى اواصر المحبه موجوده
حتى لو فيه غيره
بتكون غيره محموده
ومافيها كره بين اي فرد
وفي النهايه يتجمعون وكل واحد
يقدر الاخر ويفهم شعوره
حبيت القصه الله يسعدكك
ربي يسلم يديكك
ويستاهل برازيلي الاهداء
تحياتي لكك
Orchid
مليييون شكر ياعمري على الاهداء
اللي اسعدني ربي يسعدكك
كم هو جميل أن تبدأ التعليقات بك أو بالأخت صدى
وهذا الشيء يدفعنا لمزيد من العطاء
وهي حقيقه تجعلني أكثر حماساً لكل جديد
لكما الشكر والدعاء والثناء والتقدير
وأشكرك أيضاً على الرفع والختم و الـ 500 مشاركة
والتقييم وعلى التعليق الرائع والجميل منك سيدتي
وكم يحمل تعليقك ختاماً وصفياً لتلك القصه
الله يسعدك أخت غلا
إقرأي ردي أخت صدى على تعليق الأخت غلا
ما أجمل هذا الثنائي الذي يبهر بالحضور
وبالتعليق الجميل والمشجع للمزيد
تحيتي وإحترامي لكما وأيضاً دعائي لكن
بالتوفيق والرضى من رب كريم
شكراً لك
بعض المواقف تظهر لنا امورآ كنا نجهلها ..!
ودائم الاب والام يكون اعتمادهم على أحد الابناء
ليس تفريقا في حبهم ومكانتهم
ولكن هذا الابن يكون الوحيد الذي لايرفض
لهم طلبا او امرآ
لايسمعون منه كلمة انا مشغول
او لا استطيع اليوم ف لنأجلها للغد
ناهيك عن رجاحة قراراته في بعض المواقف
وسعة إطلاعه ع بعض الامور
نبض..
ما أروعك
وانت تُهدينا من نهر إبداعك
قصة
رواية
اقصوصة
عطاء متنوع ومميز وشيّق
كل الود والتقدير لك
.
.
الأعضاء الذين قالوا شكراً لـ - غَيهّبْ ، على المشاركة المفيدة: