غريبة هي المشاعر الأنسانية، لكم تؤثر الكلمة الطيبة واللفتة الحسنة من أوتار القلب فيطرب ويستحسن ..
وكم هذه القلوب رقيقة...رقيقة جدا ..تتأثر بالعطف والمواساة ..هل تذكر اخر مرة قبلتك جدتك ..هل تذكر كيف حضنتك بدفء ومسحت على رأسك...
هل مر زمن لم تفاجأ بهذا الدفء الذي بلا مقابل ...والحنان العطوف الدافق!
غريبة هي الكلمة الطيبة كيف تصبح بعض الكلمات الطيبة كأنها مجلدات كتب رغم أنها بضع كلمات...واحيانا تذوي لتصبح كلمة مكونة من أحرف قصيرة وقد تقصر احيانا/’’ حتى عن حروفها !!
الكلمة الطيبة تصبح بلا قيمة حينما يضيع أوآنها ....
مع أنها لا تكلفنا عبئ ومشقة قولها الا أنها حتى في لحظات البذل تصبح شحيحة بها الأنفس !
وعندما تبذل في غير أوانها يكون قد أزف وقتها وضاع طربها وغابت حروفها...
(( الكلمة الطيبة صدقة...وكم....كم نبخل في بذلها))
لذلك كانت صدقة عليك من نفسك لنفسك و عليك لغيرك ...وتبسمك لا يكلفك حينها الأ شد عضلات وجهك قليلا.. وبعضا من صدقك !
لكن لكم تؤثر في قلب من يقابلك عندما تكون صااادقة ومن قلبك كله !!
كان صلى الله عليه وسلم يلتفت لمن يخاطبه بكليته !!!
يقول عنه ابو سفيان رضى الله عنه : ( ما رأيت أحد يحب أحد كما يحب أصحاب محمد ..محمدا !)
عظمة الحب الذي أنتقل منه صلى الله عليه وسلم بكليته ، قلبه...أهتمامه ..عنايته ....ويديه التي لاتبعد في المصافحة..وأبتسامته الحنون التي تضئ وجهة كالقمر ..
.لا تفارق وجهة الكريم ..وتنبع صادقة و من قلبه كله ..
عظمة قلب يعرف كيف يحب !
وكيف يعطي !!
وكيف يكون صادقا!!!
سهل جدا أن ندعي الحب...
سهل جدا أن نتكلم عن الحب ..
لكن الكلمات الحسنة من شخص ما قد تؤثر فينا حينما ...وحينما تكون صادقة ،
والأخر مهما تكلم يصدمنا بحروف عذبة... لكنها باردة ... مجمدة كصفيحة !!
............
العمل المضني والدائم قد يحولك الى انسان جامد ...
تنسى لحظات من عمرك ،هي من عمر أنسانيتتك ..قد تبك يوما وتعاتب نفسك ..اذ لم تقضها مع فيض من عواطفك نحو أحبتك !
دوامة العمل وفرحة الأ نجازات العملية ....والخطط الأدارية بعيدا عن الأولويات العائلية والعلاقات الأنسانية .....
قد تحولك الى انسان بارد يمشي( بالقطارة )...يقطر كلماتة العذبة ... الى كلمات باهتة باردة ...ماالذي سيتجمد ايضا غير لسانك ووجهك وعضلات فكيك كل هذا سيمتص ..
.حتى دفء قلبك يوما/’’.. وتصبح (كرجل الي) يتحرك ليعمل فقط ،دون قلب يعطي.. أو يعبر.. أو يستمتع بحياته ابدا.!
كان سيدنا عمر بن الخطاب وقد امتدت مسؤليات دولته بين اسيا وأفريقيا ...يتقلب على فراشه ليال طوال
وهو يقول : :ياطولها ليلة .!
شوقا لأصحابه ... فأذا غدا الفجر ذهب الي أخيه فألتزمة ،
أو أعتنقة شوقا اليه !
نموذج رائع للأنسان المتوازن ...!
العطاء هنا لايعني أن لا تعمل ...أن لا تنجز ...ولكن أن توجد مع الأنجاز العملي نوعا من التوازن العاطفي !
أن لا تلغي أنسانيتك ....وتهمل قلبك أن يتدفق حتي يتجمد ...
أن لا تحول قلبك الى صقيع بارد ...لا يعرف معنى الدفء !
أن لا تنسي وجوها/’’ تحن اليها من أهلك.. وأحبتك.. نسيت أن تضاحكهم منذ زمن ...... تسألك عيونهم في عتب ...لماذا تنسي خطوط فمك مغلقة؟!
هل تقول لنا : عفوا ليس هنا من ممر أو طريق ، هنا باب مغلق كتب عليه منذ زمن لايفتح بسهولة!!!!
هذا القلب الذي بين جنبيك أما آن له أن يتدفق فقد جمد الصقيع أطرافه ....أما آن له !!