حقوق الزوج على زوجته (4)
من مظاهر طاعته (3) الخطبة الأولى لا زلنا مع سلسلة أركان الأسرة في جزئها الحادي عشر، بعد أن وقفنا في الجمعة الماضية والتي قبلها على مجموعة من مظاهر
|
|
07-01-2023
|
|
حقوق الزوج على زوجته (4)
من مظاهر طاعته (3)
الخطبة الأولى لا زلنا مع سلسلة أركان الأسرة في جزئها الحادي عشر، بعد أن وقفنا في الجمعة الماضية والتي قبلها على مجموعة من مظاهر طاعة الزوجة لزوجها، لخصناها في: ضرورة حفظه في الشهادة والغيب، وطاعته في قضاء حاجته الفطرية، وخدمته بالمعروف، وأن لا تخرج من البيت إلا بإذنه، وأن لا تُدخلَ بيته أحدا يكرهه.
ونخصص خطبة اليوم - إن شاء الله - لقضية جوهرية في علاقة الزوجين، قضية مشتركة بينهما، غير أن نصيب الزوجة منها أعظم، ولذلك وجهت إليها النصائح بشكل أكبر، لأن مفتاحَ علاجها يرجع إليها - بعد الله تعالى ـ، وسبيلَ تبديد سلطانها، منوط بحكمتها وحسن تصرفها، والنجاحَ في تجاوز عقبتها رهين بصبرها وحلمها. إنه حق حسن معاملة أهل الزوج، وبخاصة أمه (الحماة)، هذه العلاقة التي صارت وكأنها أسطورة أبدية، تفترض حتمية تشنج العلاقة بين العروس وحماتها، وكأنها أمر قدري محتوم عليهما، حتى صارت كل فتاة مخطوبة تتوجس من أم الزوج، وتفترض أنها تلك العجوز الشديدة المتصلبة، التي تملأ البيت صراخا وضجيجا، وزعيقا وعويلا، لها إصدار الأوامر، وعلى العروس التنفيذُ تنفيذَ العساكر. وتسرب هذا الوضع المفترض إلى الأسر، ففسدت العلاقات بين كثير من الزوجات وحمواتهن، هؤلاء يتأمرن، وأولئك يتمردن، حتى قالت العرب:
إنَّ الْحَمَاةَ أُولِعَتْ بالْكَنَّهْ
وَأُولِعَتْ كَنَّتُهَا بالظِّنَّهْ
وطارت الأمثال الشعبية تعمق من هذا الفهم، حتى قالوا: "أُكوى بالنار، ولا تقعد حماتي في الدار". وقالوا: "على ابنها حنونة، وعلى العروس مجنونة". وزاد الإعلام من تشويه هذه العلاقة، وتصويرها على أنها علاقة متوترة، تحيطها الخصومة، ويكنفها الشجار والاضطراب، حتى وجدنا قرابة 25% من أسباب الطلاق ترجع إلى التأثر الكبير بآراء الآخرين، ومن ذلك آراء الحموات اللاتي يوغرن صدور أبنائهن ضد زوجاتهم، فتسوء العلاقة، وتتشابك خيوط سوء الفهم بين الطرفين، وبخاصة حين ينحاز الزوج إلى صف أمه، فيقدم أقوالها، ويبالغ في تفضيلها، أو ينحاز إلى صف زوجته، فيقدم مرضاتها، ويهمل أمه، التي لا يخفى حقها في وجوب الرعاية والعناية، مما اضطر بلدا مثل الهند إلى أن ينظم دورات تدريبية للفتيات المقبلات على الزواج في طريقة معاملتهن لأهل الزوج.
ولعل أعظم أسباب توتر هذه العلاقة أمور سبعة:
1- ضعف الإيمان، وقلة المعرفة بحدود الشرع، وأن الصبر على المصائب أجر عظيم.
2- التأثر القبلي بفرضية العلاقة السيئة بين الحماة وزوجة الابن.
3- إحساس أم الزوج بالغيرة المفرطة، وهي ترى الزوجة قد استقلت بابنها، فترى أنها استولت عليه، وتمكنت منه.
4- سلبية الزوج، وضعفه أمام توتر العلاقة بين أمه وزوجته، وربما أسهم في تفاقم هذه العلاقة، بسبب انحيازه لأحد الطرفين، أو استعداده لنقل تفاصيل حياته لأمه، وإخبارها بعيوب زوجته.
5- قلة حكمة الزوج في التوفيق بين زوجته وأمه، فيكون تدخله غير سديد، يجعل أحد الطرفين يحس بالظلم وقلة النصير. ورحم الله من قال: "أطع زوجتك، ولا تعص أمك". و"رُب كلمة سَلَتَتِ التّعب، وأزالت النَّصَب".
6- ضعف مراعاة الزوج لنفسية أمه وزوجته، كأن يهدي إحداهما شيئا ويمنع الأخرى وهي قائمة تنظر، أو يكثر من مدح زوجته أمام أمه، فيشعر أمه بشديد اعتنائه بزوجته على حسابها.
7- تسلط الزوج، واعتبار زوجته خادمة مسخرة لوالدته، فيهينها أمامها، مما قد يفسح المجال أمام تسلط الحماة بدورها.
إن الزوجة الحكيمة، هي التي توفق إلى معرفة كيف تمتص هذا التوتر، فتستميلُ الحماة إلى صفها، وتكسب ودها حتى تصير بمثابة أمها. ولا بد لتحقيق ذلك من أمور عديدة، نقتصر على عشرة منها نوجهها إليها:
1- تسلحي بالصبر، فالصبر مفتاح الفرج، وسبيل العزة. قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "مَا نَقَصَ مَالُ عَبْدٍ مِنْ صَدَقَةٍ، وَلاَ ظُلِمَ عَبْدٌ مَظْلِمَةً، فَصَبَرَ عَلَيْهَا إِلاَّ زَادَهُ اللَّهُ عِزًّا" صحيح سنن الترمذي. ففارق السن، واختلاف البيئات، وتباين العادات، مع كثرة الاحتكاك - وبخاصة إذا جمعك سكن واحد - أسباب يتوقع معها حدوث بعض الخلافات. وأنت هي المتضرر الأول من تعميق هذه الخلافات، كما أنك المستفيد الأول من ردمها، ورأب صدعها. وكم من زوجةٍ كبرت في عين زوجها، فحظيت منه بالتوقير والاحترام، بسبب صبرها على أمه.
2- عليك بالمداراة معها، وإظهار المحبة لها، ولين الكلام لها، وتعويد الأبناء على محبتها، فإنها مهما كانت عاتية مستعلية متجبرة، ستنكسر شوكتها، وتخمد سورتها أمام تواضعك لها، ومحبتك إياها.
3- إذا تكلمت، فأنصتي لها، وأظهري الاهتمام بكلامها، من غير تعقيب أو مراجعة. يقول عبد الله بن عباس - رضي الله عنه -: "إني لأستمع إلى الرجل القول، وأصبر عليه، وإني لأعلمه قبل أن يولد".
4-ابدئيها بالهدية، في المناسبات وغير المناسبات، فإن ذلك يزرع المحبة بينكما، وينشر الوئام في علاقتكما. والنبي - صلى الله عليه وسلم - يقول: "تهادوا تحابوا" صحيح الجامع، ويقول - صلى الله عليه وسلم -: "تبادلوا بينكم، فإنه أَوَدُّ لما بينكم" صحيح الأدب المفرد.
5- اتركي التدخلفي شؤون أهل زوجك - قدر الإمكان -، كقضايا إخوته، وأخواته، وعماته، وخالاته، إلا أن يرغب الزوج في إشراكك في ذلك.
6- انظري إلى حماتك نظرتك إلى أمك، فهي أم زوجك، وجدة أبنائك، مما يحتاج إلى الزيادة في الرفق بها، ومضاعفة الإحسان إليها، فقد أوصى النبي - صلى الله عليه وسلم - عائشة - رضي الله عنها - فقال: "يا عائشةُ، ارْفُقِي، فإن الرفْقَ لم يكن في شيء قطّ إلا زانَهُ، ولا نُزِعَ من شيء إلا شانَهُ" صحيح سنن أبي داود. وهي - على كل حال - أكبر منك سنا - غالبا -، والنبي - صلى الله عليه وسلم - يقول: "مَنْ لَمْ يَرْحَمْ صَغِيرَنَا، وَيَعْرِفْ حَقَّ كَبِيرِنَا، فَلَيْسَ مِنَّا" صحيح سنن أبي داود.
7- اجعلي مسافة بينك وبين علاقة زوجك بأمه، فلا تتدخلي فيما يخصهما، ولا تغاري من حبه لها، وقربه منها، وخلوه بها، ومسارَّاته لها،فهي أمه، ومحبتها فوق كل الاعتبارات الزوجية، ولا تزال الأم تحب أولادها وتعاملهم وكأنهم أطفال مهما كبروا.
الخطبة الثانية 8- تثبتي من نقل الأخبار السيئة عن حماتك، فكم من قريب يحب أن يسعى بالنميمة بين الحماة والزوجة، ويغيظه ما هما عليه من وئام وسلام، قال - تعالى -: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا أَنْ تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ ﴾ [الحجرات: 6].
9- مهما حصل لك من جهة حماتك، فاكتميه عن زوجك، ولا تحاولي أن تصوري له أمه على أنها ظالمة ومعتدية، فقد يحقد عليك إن كذَّبك، وقد يَعُق أمه إن صدَّقك، فالنار لا تُطفأ بالنار.
10- احرصي على زيارتها مهما عظمت المشاكل بينكما، واجعلي لأبنائك أوقاتا يزورون جدتهم فيها، فيجب أن لا يُرخيَ سوء العلاقة بينكما على الأبناء، الذين عليهم أن يتعودوا صلة الرحم منذ صغرهم. قال تعالى: "ادفع بالتي هي أحسن فإذا الذي بينك وبينه عداوة كأنه ولي حميم". وقال النبي - صلى الله عليه وسلم ـ: "أيما مسلمين التقيا، فأخذ أحدهما بيد صاحبه، فتصافحا، وحمدا الله تعالى جميعا، تفرقا و ليس بينهما خطيئة" صحيح الجامع. فهل تبادر الزوجة الصالحة، التي بينها وبين حماتها شيء إلى زيارتها، وربط حبل المودة معها؟.
وأنتِ أيتها الحماة الفاضلة، انظري إلى زوجة ابنك نظرتك إلى ابنة من بناتك، جعلها الله أم حفدتك، فصارت فردا من أفراد أسرتك. واعلمي أن حبك السيطرة عليها، والتحكم فيها هو مضرة بابنك أولا، وزرع للتعاسة في أسرته. فاحرصي - بارك الله فيك - على أن لا تتدخلي في خصوصياته مع زوجته، وأن لا تثيري ما ينغص عليه حياته واستقراره، وتفرغَه لتربية أبنائه.
وأنت أيها الزوج العاقل، كن واسطة خير لهما، واحكم بعين العدل بينهما، فحق أمك مقدم، لكن مع مراعاة حق زوجتك في أن تعيش حياة الكرامة والاستقلال، لا حياة القهر والاستذلال.
وابذل جهدك في الصلح بينهما عند الخلاف، ولو أدى الأمر إلى أن تتحايل بالكذبة الصغيرة، التي تقصد بها إصلاح نفسيهما، وزرع المودة بينهما، لقول الرسول - صلى الله عليه وسلم -: "لَيْسَ الْكَذَّابُ الَّذِي يُصْلِحُ بَيْنَ النَّاسِ، فَيَنْمِى خَيْرًا، أَوْ يَقُولُ خَيْرًا" متفق عليه. والمراد بالكذب - هنا - كما قال الإمام النووي - رحمه الله - معناه: "أن يأتي بكلمات محتمِلة، يَفهم المخاطَب منها ما يطيب قلبه".
pr,r hg.,[ ugn .,[ji (4) 4 hg.,p ugd
pr,r hg.,[ ugn .,[ji (4) 4 hg.,p pr,r .,[ji ugd
سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ
|
الأعضاء الذين قالوا شكراً لـ ʂąɱąя على المشاركة المفيدة:
|
|
07-01-2023
|
#2
|
-
جزاك الله الفردوس الأعلى
وَ نفع بطرحك الجميع ولا حرمك الأجر
لكِ من الشكر أجزله.
|
|
سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ
|
07-01-2023
|
#3
|
جزاكِ الله خير سمورتنـــــا الغالية
والله يجعله في ميزان حسناتكٍ ي عيونــــــي
|
|
سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ
|
الأعضاء الذين قالوا شكراً لـ عـز الأصايل على المشاركة المفيدة:
|
|
07-01-2023
|
#4
|
جزاك الله خير وبارك الله فيك
|
|
سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ
|
07-01-2023
|
#5
|
.
.
جَزآك آلمولٍى خٍيُرٍ " .. آلجزآء .. "
و ألٍبًسِك لٍبًآسَ
" آلتًقُوِىَ " وً " آلغفرآنَ "
وً جَعُلك مِمَنً يٍظَلُهمَ آلله فٍي يٍومَ لآ ظلً إلاٍ ظله .~
وً عٍمرً آلله قًلٍبًك بآلآيمٍآنَ .~
علًىَ طرٍحًك آلًمَحِمًلٍ بنًفُحآتٍ إيمآنٍيهً .!
للهَ درِك
..||**
|
|
سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ
|
07-01-2023
|
#6
|
جَزآكـ الله جَنةٌ عَرضُهآ آلسَموآتَ وَ الآرضْ
بآرَكـَ الله فيكـ وَفِي مِيزآنَ حَسنَآتكـ ...
آسْآل الله آنْ يَزّينَ حَيآتُكـ بـِ آلفِعْلَ آلرَشيدْ
وَجَعَلَ آلفرْدَوسَ مَقرّكـ بَعْدَ عمرٌ مَديدْ ...
دمْتَ بـِ طآعَة لله ..
|
|
سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ
|
08-01-2023
|
#7
|
|
|
سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ
|
08-01-2023
|
#8
|
أشكرك على ماقدمت
دام العطاء والتألق
|
|
سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ
|
08-01-2023
|
#9
|
جُزاكّ الله خُير علىّ مُـا قُدمتّ
ورزُقكّ بُكُل حَرف خّطتهَ أناملكّ جُزيل الحُسناتّ
|
|
سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ
|
08-01-2023
|
#10
|
.،
جزاك الله خير
وجعله في موازين حسناتك
وانارالله دربك بالايمان
ماننحرم من جديدك المميز
امنياتي لك بدوام التألق والابداع
دمـت بحفظ الله ورعايته
|
|
سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ
|
تعليمات المشاركة
|
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك
كود HTML معطلة
|
|
|
| | | | | | | | | |