هناك فرق بين المراقبة والتأمل ... من حيث النيه والفعل
فالتأمل يقتصر على المشاهده أما المراقبه فيعقبها فعل
وأنا لا أراقب الناس بقدر ما أتأمل حياتهم وسلوكهم ومشاعرهم
وحين أطرق باب التأمل معهم فإنني أتذوق إحساسهم وعفويتهم
وهذا ما حدث حين لفت نظري تلك الفتاتين في ذلك السوق ...
تتركان أختهما مع تلك الأكياس التي تحمل مشتريات والدتهم
كانتا تحملان أناقة فائقة في اللبس والكحل والجمال والمرح
كانتا مصدر جذب للناظرين .. وهنّ يفضّلن أن يسحرن القلوب
قبل أن يسحرن العيون .. أعمارهن في بداية سن العشرين
ولم يتجاوزن منتصفه ... وهنا بدأ من يبحث عن صيدِهِ يوجّه
هدفه نحوهن ولكنهن لا يبالين بأحد فتتضاحكان وكلما تقدّم
الوقت يكبر حجم الباحثين عنهن ... أنا لا يهمني كل ذلك بل
أخذت أنظر لأختهن التي تجلس لوحدها وهي ما بين سنّ
الثالثة عشر والخامسة عشر وبدت تتعلم أناقتها منهن
وكأن طريقهن الذي يسلكانه قد أعجبها وحرّك قلبها ف بدت
مثلهن في البحث عن العيون التي تراها جميله تبحث عن تلك
القلوب التي تحب ... تبحث عمن يسكن قلبها الصغير ... ذلك
القلب الذي لا يعرف ما هو الحب غير أنه شيئاً جميل يحرّك
المشاعر الجميله في نفسها ... هي لا تستطيع مغادرة مكانها
بحكم مشتريات أمهنّ ... كانت بين الحين وأختها تنظر في
زجاج المحل لعلها ترى أناقتها وكيف أنها تجيد جذب العيون
يا إلهي كم هي تلك العيون تجتهد في البحث عمّن يُعجب بها
كم في تلك العيون أمنية أن ترى نظرات الجميع نحوها ... يمر
الشباب نحوها فلا يعيرونها إهتمام لصغر سنها ... فتتراكض
لزجاج المحل لعل بها شيئاً لم يكتمل به جمالها ... ما الذي
يجعلها أقل جذباً من أخواتها ... وكيف لذلك الفارس صاحب
الجواد الأبيض لا يحملها على خيله وينطلق بها ... تعيد ترتيب
ملامح لبسها خلف الزجاج وفي هذه الأثناء يمر شباب مقيمين
في بلادنا وبدأوا في رمي الكلام على تلك الفتاة وهي كلمات
إعجاب لجسدها ... هنا ثارت الدماء في جسدي وكأنها تعنيني
أو أنها جوهرة لا يحق للغريب لمسها أو حتى مجرد الحديث
معها ... وما إن رأوني أقف قريباً منهم ... شعروا أنني أحد
إخوانها فانسحبوا ... وهنا عدت لمكاني أراقبها من بعيد ...
تكاثرت حروف صدري ووددت أن أكتب الكثير عما يجول
في صدري ... إلا أن الوقت داهمني فتحركت حين وصلت
والدتهم التي تجمّلت بكامل سترها وسكونها وعفافها ....
كل شيء أخفته عن العيون حتى صوتها مع إبنتها ... فعرفت
ما قالته لإبنتها حين أشارت الفتاة لمكان توجّه الفتاتين ...
أخرجت الأم هاتفها لتتصل بهن ... لكن لا مجيب ... فتقترب
من إبنتها وتهمس لها بأن تتصل بهم ثم أخذت الفتاة جوال أمها
وأتصلت بهن لكن لا مجيب ... تجلس الأم من شدّة تعبها ...
تشير بسبباتها متوجهة بالدعاء بلا عصبيّة مما يدل على ان
الدعاء يشمل الهداية والستر ... تركتهم ... ورحلت ... فقد
جاءت من هي أولى مني بمنع من يزعج صغيرتها ...
نسأل ان يحفظ لها بناتها ويجعلهن مصونات ... حافظات لله
rg,f Hoan ugdih lk hg.lk (frgld) HpE] l, hgsl, frgln Hkj
rg,f Hoan ugdih lk hg.lk (frgld) HpE] l, hgsl, frgln ugdih