|
حين أعود وأقرأ ما دونتّه
في مفكرتك التي أهديتني إياها
ذات صفاء ،
بـِ الرغم من أنني حفظتها كلمة كلمة
حتى الفواصل والحواشي
وما دونته على هامشها من تمتمات
تؤكد عُمق ما ذكر ،
أو تعليقاً طريفاً على ما كتب
ترسخت في عمق قلبي والشعور ،
أدرك حينها أن حاجتي ليست لـِ الحرف
بل أحتاج أن أراك ،
أن أنظر لـِ عينيك العسليتين ،
أنظر في عمقهما لـِ يؤكدان لي ،
أن ما قلته لي كان فقط
غضب لحظة أو لا أدري ماذا اسميه ..
وسـ يزول ..
وبـِ أنّك لن تُغادر فتاتك
وتتركها في مهب الريح
تُصارع قسوة الظروف ..!
ألم تقل لي ..
أنه حين يُعانق ربيعي خريفُك
فـ ستدين لك الجنان ،
تتفتق لـِ فرحك الأزهار ،
تتكاثف سحائب السعادة ،
ويغادرك دوي الأحزان ..
ألم تقل لي أنك لن تقم وزناً
لـِ سنوات لا قيمة لها
هي محصلة الفاصل بيننا ،
ألم يكفي تآلف الأرواح ،
تماثل الفكر وتناغم التفكير ..؟!
ألا تكفي قناعاتنا واقتناعنا ..؟!
لِمَ بعد أن كنت الملاذ
اعتصم بـِ ظلك عن كل حقيقة سواك
وألوذ بـِ أفق وجودك ،
استجدي منه كُلّ الأمان ،
تُباغتني بـِ قرارك ،
تحزم حقائب وجودك
ترتكب جرم لا يغتفر
قد ارتسم على ملامحي
يا أنت ..
أشبعتني ظمأ
وغادرتني سكينة التهجد
منذ تخليك عن حلم سكن الشغاف ،
وأصبح صدري خواء
خالياً من أُكسجينه والهواء ،
وأنت يا أنت كـ الماء ،
احتاجه ..
فـ ضممت الكثير منه في كفّي ،
لكنه أنسلّ من بين أناملي
وضمّه كفُّ الهواء ..!
.
.
#مجاراة نص
.
.
النّدى