19-09-2023
|
|
تفسير: (يوم ترونها تذهل كل مرضعة عما أرضعت وتضع كل ذات حمل حملها)
تفسير: (يوم ترونها تذهل كل مرضعة عما أرضعت وتضع كل ذات حمل حملها)
♦ الآية: ﴿ يَوْمَ تَرَوْنَهَا تَذْهَلُ كُلُّ مُرْضِعَةٍ عَمَّا أَرْضَعَتْ وَتَضَعُ كُلُّ ذَاتِ حَمْلٍ حَمْلَهَا وَتَرَى النَّاسَ سُكَارَى وَمَا هُمْ بِسُكَارَى وَلَكِنَّ عَذَابَ اللَّهِ شَدِيدٌ ﴾.
♦ السورة ورقم الآية: سورة الحج (2).
♦ الوجيز في تفسير الكتاب العزيز للواحدي: ﴿ يَوْمَ تَرَوْنَهَا ﴾؛ يعني: الزلزلة ﴿ تَذْهَلُ كُلُّ مُرْضِعَةٍ عَمَّا أَرْضَعَتْ ﴾ تترك كل امرأة ترضع ولدها الرضيع اشتغالًا بنفسها وخوفًا ﴿ وَتَضَعُ كُلُّ ذَاتِ حَمْلٍ حَمْلَهَا ﴾ تسقط ولدها من هول ذلك اليوم ﴿ وَتَرَى النَّاسَ سُكَارَى ﴾ من شدة الخوف ﴿ وَمَا هُمْ بِسُكَارَى ﴾ من الشراب ﴿ وَلَكِنَّ عَذَابَ اللَّهِ شَدِيدٌ ﴾ فهم يخافونه.
♦ تفسير البغوي "معالم التنزيل": ﴿ يَوْمَ تَرَوْنَهَا ﴾؛ يعني: الساعة، وقيل: الزلزلة، ﴿ تَذْهَلُ ﴾ قال ابن عباس: تشغل، وقيل: تنسى، يقال: ذهلت عن كذا إذا تركته واشتغلت بغيره عنه.
﴿ كُلُّ مُرْضِعَةٍ عَمَّا أَرْضَعَتْ ﴾؛ أي: كل امرأة معها ولد ترضعه؛ يقال: امرأة مرضع بلا هاء إذا أريد به الصفة؛ مثل: حائض وحامل، فإذا أرادوا الفعل أدخلوا الهاء.
﴿ وَتَضَعُ كُلُّ ذَاتِ حَمْلٍ حَمْلَهَا ﴾؛ أي: تسقط ولدها من هول ذلك اليوم؛ قال الحسن: تذهل المرضعة عن ولدها بغير فطام، وتضع الحامل ما في بطنها لغير تمام، وهذا يدل على أن هذه الزلزلة تكون في الدنيا؛ لأن بعد البعث لا يكون حمل.
ومن قال: تكون في القيامة، قال هذا على وجه تعظيم الأمر؛ لا على حقيقته؛ كقولهم: أصابنا أمرٌ يشيب منه الوليد؛ يريد به: شدته.
﴿ وَتَرَى النَّاسَ سُكَارَى وَمَا هُمْ بِسُكَارَى ﴾، قرأ حمزة والكسائي: "سكرى وما هم بسكرى" بلا ألف، وهما لغتان في جمع السكران؛ مثل كسلى وكسالى، قال الحسن: معناه: ﴿ وَتَرَى النَّاسَ سُكَارَى ﴾ من الخوف ﴿ وَمَا هُمْ بِسُكَارَى ﴾ من الشراب، وقيل: معناه: وترى الناس كأنهم سكارى، ﴿ وَلَكِنَّ عَذَابَ اللَّهِ شَدِيدٌ ﴾.
أخبرنا الإمام أبو علي الحسين بن محمد القاضي، أخبرنا أبو طاهر محمد بن محمد بن محمش الزيادي، أخبرنا أبو بكر محمد بن عمر بن حفص التاجر، أخبرنا إبراهيم بن عبدالله بن عمر بن بكير الكوفي العبسي، أخبرنا وكيع عن الأعمش، عن أبي صالح، عن أبي سعيد الخدري، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((يقول الله عز وجل يوم القيامة: يا آدم، قم فابعث بَعْثَ النار، قال فيقول: لبيك وسعديك والخير كله في يديك، يا رب وما بعث النار؟ قال: فيقول: من كل ألف تسعمائة وتسعة وتسعين، قال: فحينئذ يشيب المولود ﴿ وَتَضَعُ كُلُّ ذَاتِ حَمْلٍ حَمْلَهَا وَتَرَى النَّاسَ سُكَارَى وَمَا هُمْ بِسُكَارَى وَلَكِنَّ عَذَابَ اللَّهِ شَدِيدٌ ﴾))، قال فيقولون: وأينا ذلك الواحد؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((تسعمائة وتسعة وتسعون من يأجوج ومأجوج، ومنكم واحد))، قال: فقال الناس: الله أكبر، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((والله إني لأرجو أن تكونوا ربع أهل الجنة، والله إني لأرجو أن تكونوا ثلث أهل الجنة، والله إني لأرجو أن تكونوا نصف أهل الجنة))، قال: فكبر الناس، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((ما أنتم يومئذ في الناس إلا كالشعرة البيضاء في الثور الأسود، أو كالشعرة السوداء في الثور الأبيض)).
وروي عن عمران بن حصين وأبي سعيد الخدري وغيرهما: أن هاتين الآيتين نزلتا في غزوة تبوك وقيل في بني المصطلق ليلًا فنادى مُنادٍ رسول الله صلى الله عليه وسلم، فحَثُّوا المطيَّ حتى كانوا حول رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقرأها عليهم فلم يُرَ أكثر باكيًا من تلك الليلة، فلما أصبحوا لم يحطوا السروج عن الدواب، ولم يضربوا الخيام ولم يطبخوا قدورًا، والناس ما بين باك أو جالس، حزين متفكر، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((أتدرون أي يوم ذاك؟ قالوا: الله ورسوله أعلم، قال: ذاك يوم يقول الله لآدم: قم فابعث بعث النار من ولدك، قال: فيقول آدم: من كلٍّ كم؟ فيقول الله عز وجل: من كل ألف تسعمائة وتسعة وتسعين إلى النار وواحد إلى الجنة))، قال: فكَبُر ذلك على المسلمين وبَكَوا، وقالوا: فمن ينجو إذًا يا رسول الله؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((أبشروا وسددوا وقاربوا؛ فإن معكم خليقتين ما كانتا في قوم إلا كثَّرتاه يأجوج ومأجوج، ثم قال: إني لأرجو أن تكونوا ثلث أهل الجنة؛ فكبروا وحمدوا الله، ثم قال: إني لأرجو أن تكونوا نصف أهل الجنة، فكبروا وحمدوا الله، ثم قال: إني لأرجو أن تكونوا ثلثي أهل الجنة، وإن أهل الجنة مائة وعشرون صفًّا، ثمانون منها أمتي، وما المسلمون في الكفار إلا كالشامة في جنب البعير أو كالرقمة في ذراع الدابة؛ بل كالشعرة السوداء في الثور الأبيض، أو كالشعرة البيضاء في الثور الأسود، ثم قال: ويدخل من أمتي سبعون ألفًا الجنة بغير حساب))، فقال عمر: سبعون ألفًا؟ قال: ((نعم ومع كل واحد سبعون ألفًا))، فقام عكاشة بن محصن، فقال: يا رسول الله، ادع الله لي أن يجعلني منهم، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((أنت منهم))، أو قال: ((اللهم اجعله منهم))، فقام رجل من الأنصار فقال: يا رسول الله، ادع الله أن يجعلني منهم، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((سبقك بها عكاشة)).
تفسير القرآن الكريم
jtsdv: (d,l jv,kih j`ig ;g lvqum ulh Hvquj ,jqu `hj plg plgih) jtsdv pgg plgih p,g
jtsdv: (d,l jv,kih j`ig ;g lvqum ulh Hvquj ,jqu `hj plg plgih) lvqum `hj j`ig jv,kih jtsdv jtsdv: pgg plgih plgih) p,g ulh
سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ
|