إتصل به هتان ليخبره أنه بحاجه لمقابلته ولم يشأ حمد أن
يعتذر منه فهو أحب أصدقاءه وتم تحديد المكان المعهود
وحملا بعضهما ليلتقيا هناك وكأن المكان ينتظرهم بشغف
حين لم يكتشف المكان غيرهما .. وصل حمد أولاً كعادته
نظراً لقربه من الموقع وأشعل النار وأعدّ القهوة والشاي
ووصل هتان للمكان لكنه لم ينزل من سيارته .. نظر إليه
حمد فوجده يتحدث لهاتفه بتفكير لا يعي معه أنه وصل
للمكان وبقى في سيارته ... فتركه حمد حتى إنتهى من
مكالمته التي طالت لخمس دقائق من وصوله ولما انهى
المكالمه أخذ ينظر إلى جواله ... وتنبّه أنه وصل للمكان
وشعر أنه وقف طويلاً في سيارته قبل أن ينزل لحمد
ويسلّم عليه ... لم يعتب عليه حمد فقد تعوّد على ذلك
وبينما يتناولان القهوة نظر حمد لعيني هتان فوجد بها
شتات تركيز وكلمات متناثره لا يريد صاحبها ترتيبها
سأله حمد: ما بك يا هتان ؟! ... نظر هتان لعينيّ حمد
وقال: لا شيء ... تركه حمد حتى لا يزعجه ...
ثم وقتاً يستجمع كلماته لعله يبوح لحمد بما يكنزه
من إحساس وتعابير تراكمت على صدره ... لكن تفكير
هتان رحل به بعيداً في شرود وعي ... وهذا ما أغضب
حمد فقال له: ماذا تريد ولماذا جئت بنا إلى هنا؟! ...
قال هتان في توجس من حمد : ريم !! ... وما إن سمع
حمد بإسمها حتى بدا عليه الغضب: ألم تقل انها تزوجت
... إتصلت أمس ... انت مجنون وش حنا اتفقنا عليه ...
حمد مهوب انا اللي اتصلت فيها ... اسمع يا هتان !! ...
وبدأ الشرر يظهر من عيونه غضباً ... لو عرفت انك
اللي اتصلت بها فلا تلوم الا نفسك ... أخذ حمد يسترجع
ذكرياتهما وكيف كان يستمع لروايات حبهما
ويقص عليه هتان جمال الحب العفوي بينهما
وتذكر أول يوم رأى ريم فتحمّس هتان لها وكم
كانت سنوات جميله بينهما ... وتذكر حمد حين كاد
صوت ريم يجرف عواطفه نحوها حين اتصلت به
وسألها حمد من أين جئتي برقمي وكم تبدو السعادة على
ملامحه وهي تقول له: من هتّان ... فقال لها: هتان راح
مع أهله إلى قريتهم ... وكم كانت ريم تود الحديث معه
لكنه يقاوم نبضات قلبه ألا تتحرك فيجرح صديق عمره
أيامٌ مضت بين إصغاء حمد وبوح هتان ... أما
اليوم فهاهم يجتمعان بنفس المكان ليسمع
منه ماذا تريد ريم بعودتها لهتان بعد الزواج
سأله: خير !! ما الذي حدث... قالت: ليتني ما تزوجت
وبدأت تذكر زوجها بأنه لا يحتوي قلبه على أي عواطف
بارد إحساسه وأنها تموت كل يومٍ معه ... كم لها متزوجه
... إقتربت من سنه ... وما الذي تريده منك ... تريد أن
تحيي مشاعرها القديمه معي ... شعر حمد بغصّه فمثلها
يختلق الناس لأجلها مشاعر ... وهي تستحق كل سعادة
وبدأ يتذكر ضحكتها التي تهزّ جسده بجمال تلك الضحكه
ويقول في نفسه: حمد ... الله يعين قلبك عليك ... وبدأ حمد
يختنق وشعر أنه بالخفاء أيضاً يحبها وإلا لماذا يرتفع
ضغطه من زوجها وكيف له أن يهملها ... نظر إلى
هتّان ولاحظ على أطراف شفاهه إبتسامه ... فخشى أنه
يمزح معه وأن عودتها كانت كذبه بيضاء رماها هتان
عليه لكي يجسّ بها مشاعر حمد نحو حبيبته ... سأله
حمد غاضباً: لماذا تبتسم ... لقد أرسلت لي صورتها
... من أول إتصال؟!! ... لا!! ... إذن!! ... طوال أمس
وهي تتحدث معي لأكثر من تسع إتصالات وأرسلت
لي صورتها بعد الزواج بعد أن طلبتها منها حين قلت
لها أريد أن أرى صوره لك بعد الزواج ... فجأه تثور
الدماء في رأس حمد وبدا الغضب يهزّه من كل جهه
وأدرك هتان أن حمد وصل لمرحله لا يقبل معها أي تبرير
وبدأ يسكب ما تبقى من دلة القهوة ثم جمع التمر
والفناجيل ثم سكب الشاهي دون أن يتحدث مع
هتان ... بينما الأخير يبرر له انه لم يستطع مقاومة
مشاعرها ... أما حمد وإن بدا لهتان أنه لا يسمع ما
يتحدث به من تبرير إلا أن حمد أصاب يديه سكون
ولم يستطع أن يجمع أغراضه حين قال له هتان:
سألتها هل أجعل حمد يشوف صورتك فقالت في
حياء عادي خلّه يشوفها ... إهتز جسد حمد وثارت
مشاعره وشعر أن لها في قلبه نبض حاول كثيراً
منعه لأجل صديقه ... فتركته وتعلّقت بهتان
رفض حمد أن يرى الصوره حين مدّ له هتان جواله
بينما كل شيء في جسده يرجو هتان بصمت أن
يصرّ عليه ليرى صورتها بعد زواجها ... وبدأ حمد
يجمع أغراضه بهدوء فالوقت يطول ويخشى من
هتان أن يتوقف عن رغبته في رؤية صورتها ... وما
إن شعر حمد أن هتان قد سأله آخر سؤال: هل تريد
أن ترى صورتها ؟! ... وَضَحَ على ملامح حمد أنها
تتمنى رؤية ريم مد يده دون أن ينظر إلى هتان
فناوله هتان جواله ... وبسرعه حوّل حمد صورتها
إلى جواله ثم مسح النقل بعد أن وصلته ... وإن لم ير
شيئاً من ملامحها لكنه أعاد الجوال لهتان وهو يشعر
أنه ما فعله كان خطئاً كبيراً مع صديق عمره رغم أنه
عاهد نفسه بأنه بعد أن يراها يمسح صورتها وبدت
ملامح حمد نادمه على فعله فقال هتان: حمد أعطني
جوالك ... شعر حمد بخوف لا يعلم له سبب لكنه خشى
أن هتان عرف ما فعله ... فتمنى أن الأرض تبتلعه إن
كان ذلك صحيح ... ما الذي تريده من جوالي ؟ ...
اعطيني جوالك وبعدين أقول لك ... استسلم حمد وقال
في نفسه ربما يكون الموضوع غير ما افكر فيه ...
أخذ هتان الجوال ولم يفتحه وقال لحمد ... إن كنت
تعرفني يا حمد 100x50 فأنا أعرفك 100x100
وأعرف أنك من أول يوم تحب ريم وأعرف أنها أيضاً
تحبك وأعرف أنني مجرد مراسل بين طرفين لا يعلم
كليهما أن الآخر يحبه وأعرف أنني لو قربتكم من
بعض فإن ذلك بعد خطبتها من رجل آخر ولم أشأ
أن أجعلكم تعلنان حبكما لبعض وقد حان زواجها
فقلت أسهل على الجميع بدون عذاب لكليكما أن يمرّ
هذا الزواج ويرحل بها عنا ... ولا أخفيك أدرك أنك
تركت لي التعرف عليها رغم نبضات قلبك ... ثم سلمّه
جواله وقال هتان: أقسم أن صورتها بجوالك واعرف
كم أنت تحبها وتريد أن تودع ملامحها في آخر لحظه
وركب هتان سيارته مودعاً لحمد وقال له : موعدنا هنا
الأسبوع القادم ولوّح له بيده مودعاً ... ولما غادر هتان
بقى حمد واقفاً بين أغراضٍ لم يكمل ترتيب عدّتها
وجلس طويلاً لم يتحرك من مكانه وأخذ يطيل النظر
لأخر مكان اختفت معه سيارة هتان وبدأ يحدّث نفسه:
هتان أنا لم أخدعك ... ثم صمت .. ثم همس لنفسه ...
ليتك يا هتان ما تعرفت عليها ... وبدأ عليه التردد في
فتح صفحة الصور لكي يستخرج صورتها وينظر إليها
وبعد تردد هاهي صورتها تبدو كامله على شاشة جواله
لكنه لا يزال ينظر للمكان الذي غادرت منه سيارة هتان ...
نظر إلى صورتها فوجد أن ريم لم تعد فتاةً كما كان
يراها في صورتها القديمه مع إختلاف كبير وجده في
صورتها الأخيره وقال في نفسه: لم تعودي صغيره
أيتها الأميره ... كيف لزوجك ألا يرى كل هذه الأنوثة
في ملامحك ... فكتب (تاج ألماس تلبسه أعلى رأسها
تشابه أحجاره ذلك الطوق حول عنقها ... وبدا هذا التاج
المرصع بالألماس يحتوي جمال شعرها الأشقر الذهبي
الطويل والكثيف لينسدل على كتفيها وأعلى صدرها
ليخفي شيئاً لا يصله فستان الزواج من أعلى جسدها ...
أين كان زوجها من هذا الجمال منها وهي تلبس أجمل
فستان سهرة بلونه الرمادي الداكن زرقته يحمل نعومة
ملمس بمناسبةٍ دعت إليها أمها كل نساء العائلة وكأن
عقد ألماس يلهو بين أكتافها وعنقها ليجعلها تتباهى
بكل هذا الجمال) ... ورغم أن نظرات حمد لم يطل وقتها
فكتب على ملامح الريم التالي (عنقٌ طويل يجفل حين
يطاله رغبة تذوّقٍ أو نبحث عن رائحة عطره أما تلك العيون
فيا روعة كحلها وكثافة هدب وطول رمش وإسبال جفن
ودعج عين وحور مقله ونقاء بلج ونعومة حاجبين) ولم
يطل النظر لشفتيها الغضة حتى لا يتعمّق في لذة لينها
وكأنها زهرةٌ تفوح رطوبةً وطعماً فأبعد نظره عن تلك
الوجنتين الورديتين حياءً منها وهو يرى كل تلك المساحة
الناعمة الملمس وبرفقتها غمازة تجيد الإبتسامه ... ثم
حذف الصورة وتعاهد وهتان مغادرة حياتها خوفاً عليها
إنتهت القصه
أرجو أن تحوز القصة على رضى أخوي القناص ورضاكم
دايما مبدع كاتبنا
وكل مررره تطرح قصه
بشكل غيررر
وبشكل اجمل
وباسلوووب يشد الانتباه
قصه حب جميله وغريبه
بين حب حمد ومقاومته لعاطفته
وبين حبه لصديقه
وبين ريم وتفاصيل جمالها
احداث حلوووه
واسرار واحاسيس مجهوله
كل واحد فيهم يحاول يقاومها
وبالنهايه
اختاروا يبعدون
ويبقى بالقلب شي ..
متميززز نبض
ويستاهل القناص الاهداء
تحياتي لكك
Orchid
مليييون شكر ياعمري على الاهداء
اللي اسعدني ربي يسعدكك