09-08-2023
|
|
(وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ)
الحمد لله الذي حمد نفسه في السماوات والأرض، وحمد نفسه في الآخرة والأولى، وصلى الله وسلم وبارك على سيد ولد آدم
نبينا وإمامنا وسيدنا محمد بن عبدالله، وعلى آله وصحبه والتابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين، أما بعد:
قال الله تعالى: { وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ } [الأعراف: 128].
هذه الآية الكريمة جاءت مرةً على لسان موسى عليه السلام وهو يبشر قومه الذين آمنوا به
بحسن العاقبة لهم في الدنيا قبل الآخرة، والتمكين في الأرض إن هم لازموا التقوى.
وجاءت هذه القاعدة بلفظ مقارب، في خطاب الله تعالى لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم في خواتيم سورة طه:
{ وَأْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلَاةِ وَاصْطَبِرْ عَلَيْهَا لَا نَسْأَلُكَ رِزْقًا نَحْنُ نَرْزُقُكَ وَالْعَاقِبَةُ لِلتَّقْوَى } [طه: 132].
وجاءت هذه القاعدة ـ أيضاً ـ بعد انتهاء قصة قارون، في خواتيم سورة القصص، قال تعالى:
{ تِلْكَ الدَّارُ الْآخِرَةُ نَجْعَلُهَا لِلَّذِينَ لَا يُرِيدُونَ عُلُوًّا فِي الْأَرْضِ وَلَا فَسَادًا وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ } [القصص: 83].
ومن المعلوم أن العاقبة هنا لا تنحصر في الآخرة التي ضمن الله النجاة فيها للمتقين، كما في قوله :
{ والآخرة عند ربك للمتقين }، بل هي عامة في الدنيا والآخرة، ولكن قبل أن نسأل: أين صدق هذه القاعدة
إن أدنى تأمل لمجيء هذه الآيات ـ مع تنوع سياقاتها ـ ليوضح بجلاء اطراد هذه القاعدة، فقد أخبر بها ربنا جل وعلا في قوله:
{ والعاقبة للتقوى }، وبعد قصة قارون قوله: { والعاقبة للمتقين }، وبشر بها موسى ونبينا عليهما الصلاة والسلام.
"وحقيقة العاقبة: أنها كل ما يعقب أمراً، ويقع في آخره من خير وشر، إلا أنها غلب استعمالها في أمور الخير، فالمعنى: أن التقوى تجيء في نهايتها عواقب خير.
واللامـ في قوله "للتقوى" و "للمتقين" للملك، تحقيقاً لإرادة الخير من العاقبة؛ لأن شأن لام الملك أن تدل على نوال الأمر المرغوب
وإنما يطرد ذلك في عاقبة خير الآخرة، وقد تكون العاقبة في خير الدنيا أيضاً ـللتقوى.
وجاءت هذه الجملة بهذا الأسلوب لتؤكد معنى العموم، أي: لا تكون العاقبة إلا للتقوى، فهذه الجملة أرسلت مجرى المثل".
(,QhgXuQhrAfQmE gAgXlEj~QrAdkQ) gAgXlEj~QrAdkQ gAgXlEj~QrAdkQ)
(,QhgXuQhrAfQmE gAgXlEj~QrAdkQ) gAgXlEj~QrAdkQ ,QhgXuQhrAfQmE
سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ
|