قال الله تعالى: ﴿ ذَلِكَ بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيكُمْ وَأَنَّ اللهَ لَيْسَ بِظَلَّامٍ لِلْعَبِيدِ ﴾ [آل عمران:182]، ومثلها: في [سورة الأنفال: آية رقم 51].
وقال تعالى: ﴿ ذَلِكَ بِمَا قَدَّمَتْ يَدَاكَ وَأَنَّ اللهَ لَيْسَ بِظَلَّامٍ لِلْعَبِيدِ ﴾ [الحج: 10].
وقال تعالى: ﴿ مَنْ عَمِلَ صَالِحًا فَلِنَفْسِهِ وَمَنْ أَسَاءَ فَعَلَيْهَا وَمَا رَبُّكَ بِظَلَّامٍ لِلْعَبِيدِ ﴾ [فصلت: 46].
وقال تعالى: ﴿ مَا يُبَدَّلُ الْقَوْلُ لَدَيَّ وَمَا أَنَا بِظَلَّامٍ لِلْعَبِيدِ ﴾ [ق: 29].
وقال تعالى: ﴿ ذَلِكَ أَنْ لَمْ يَكُنْ رَبُّكَ مُهْلِكَ الْقُرَى بِظُلْمٍ وَأَهْلُهَا غَافِلُونَ ﴾ [الأنعام: 131].
وقال تعالى: ﴿ وَمَا كَانَ رَبُّكَ لِيُهْلِكَ الْقُرَى بِظُلْمٍ وَأَهْلُهَا مُصْلِحُونَ ﴾ [هود: 117].
وعن أبي ذر رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: قال الله تبارك وتعالى: (يا عبادي، إني حرَّمت الظلم على نفسي، وجعلته بينكم محرمًا، فلا تظالموا)؛ رواه مسلم برقم (2577).
قال الإمام النووي في «شرح مسلم» (16 /132): قوله: (إني حرمت الظلم على نفسي): قال العلماء: معناه: تقدَّستُ عنه وتعاليتُ، والظلم مستحيل في حق الله سبحانه وتعالى، كيف يجاوز سبحانه حدًّا، وليس فوقه من يُطيعه، وكيف يتصرف في غير مُلك، والعالم كله في ملكه وسلطانه.
وأصل التحريم في اللغة المنع: فسمَّى تقدُّسه عن الظلم تحريمًا؛ لمشابهته للممنوع في أصل عدم الشيء.
قوله تعالى: (وجعلته بينكم محرمًا فلا تظالموا): هو بفتح التاء أي: لا تتظالموا.
والمراد: لا يظلم بعضكم بعضًا، وهذا توكيد لقوله تعالى: (يا عبادي وجعلته بينكم محرمًا)، وزيادة تغليظ في تحريمه؛ اهـ.
وعن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إن الله عز وجل يَستخلص رجلًا من أمتي على رؤوس الخلائق يوم القيامة، فينشر عليه تسعة وتسعين سجلًا، كل سجل مد البصر، ثم يقول له: أتُنكر من هذا شيئًا؟ أظلمتك كتبتي الحافظون؟ قال: لا يا رب، فيقول: ألك عذر أو حسنة؟ فيُبهت الرجل، فيقول: لا يا رب، فيقول: بلى، إن لك عندنا حسنة واحدة، لا ظلم اليوم عليك، فَتُخْرَجُ له بطاقة، فيها: أشهد أن لا إله إلا الله، وأن محمدًا عبده ورسوله، فيقول: أحضروه، فيقول: يا رب ما هذه البطاقة مع هذه السجلات؟ فيُقال: إنك لا تُظلم، فتوضَع السجلات في كِفَّة، فطاشت السجلات، وثقُلت البطاقة، ولا يثقل شيءٌ بسمَ الله الرحمن الرحيم)؛ رواه أحمد برقم (6994)، والترمذي (2639)، والحاكم (9)، وقال الحاكم: هذا حديث صحيح لم يُخرَّج في الصحيحين، وهو صحيح على شرط مسلم؛ اهـ ووافقه الذهبي[1].
وقال الإمام القرطبي في «تفسيره» (10 /419): اتفق المسلمون، بل أهل الملل كلها على أن الله تبارك وتعالى عدلٌ، لا يظلم الناس شيئًا؛ اهـ.
[1] صحيحٌ: راجع: «الصحيحة» برقم (135)، و«الصحيح المسند» (787) لشيخنا الوادعي، وتحقيق «المسند» (11 /571): للأرناؤوط.