30-12-2024
|
|
تحريم إضافة الأمر بفعل المحرمات والمستقبحات إلى الله تعالى
قال الله تعالى: ﴿ وَإِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً قَالُوا وَجَدْنَا عَلَيْهَا آبَاءَنَا وَاللهُ أَمَرَنَا بِهَا قُلْ إِنَّ اللهَ لَا يَأْمُرُ بِالْفَحْشَاءِ أَتَقُولُونَ عَلَى اللهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ * قُلْ أَمَرَ رَبِّي بِالْقِسْطِ ﴾ ـ الآيات إلى قوله ـ:﴿ وَيَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ مُهْتَدُونَ ﴾[الأعراف:28ـ30]
قال العماد ابن كثير: في «تفسيره» (3/ 402): قال مجاهد: كان المشركون يطوفون بالبيت عُراة، يقولون: نطوف كما وَلَدِتْنا أمهاتنا, فتضع المرأة على فرجها النسعة ـ أو الشيء ـ وتقول:
اليوم يبدُو بعضُه أو كلُّه
وما بَدا منه فلا أحلُّهُ
فأنزل الله: ﴿ وَإِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً قَالُوا وَجَدْنَا عَلَيْهَا آبَاءَنَا وَاللهُ أَمَرَنَا بِهَا ﴾ الآية.
قلت ـ أي: ابن كثير ـ: كانت العرب ـ ما عدا قريشًا ـ لا يطوفون بالبيت في ثيابهم التي لبسوها، يتأولون في ذلك أنهم لا يطوفون في ثياب عصوا الله فيها، وكانت قريش ـ وهم الحُمْس ـ يطوفون في ثيابهم، ومن أعاره أحمُسي ثوبًا طاف فيه، ومن معه ثوب جديد طاف فيه, ثم يلقيه فلا يتملَّكه أحد، فمن لم يجد ثوبًا جديدًا, ولا أعاره أحمسي ثوبًا، طاف عريانًا، وربما كانت امرأة, فتطوف عريانة، فتجعل على فرجها شيئًا يستره بعض الشيء وتقول:
اليوم يبدُو بعضُه أو كلُّه
وما بَدا منه فلا أحلُّهُ
وأكثر ما كان النساء يطفنَ عُراة بالليل, وكان هذا شيئًا قد ابتدعوه من تلقاء أنفسهم، واتبعوا فيه آباءهم, ويعتقدون أن فعل آبائهم مستند إلى أمر من الله وشرع، فأنكر الله تعالى عليهم ذلك، فقال: ﴿ وَإِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً قَالُوا وَجَدْنَا عَلَيْهَا آبَاءَنَا وَاللهُ أَمَرَنَا بِهَا ﴾, فقال تعالى ردًا عليهم: ﴿ قُلْ ﴾؛ أي: قل يا محمد لمن ادَّعى ذلك: ﴿ إِنَّ اللهَ لا يَأْمُرُ بِالْفَحْشَاءِ ﴾؛ أي: هذا الذي تصنعونه فاحشة منكرة، والله لا يأمر بمثل ذلك ﴿ أَتَقُولُونَ عَلَى اللهِ مَا لا تَعْلَمُونَ ﴾؛ أي: أتسندون إلى الله من الأقوال ما لا تعلمون صحته؛ اهـ.
قلت: ويدخل في هذا بعض من يأتي ذكرهم في أبوابٍ تالية ـ إن شاء الله تعالى ـ والله أعلم.
فواز بن علي بن عباس السليماني
jpvdl Yqhtm hgHlv ftug hglpvlhj ,hglsjrfphj Ygn hggi juhgn hglpvlhj hlgi j[vdl juhg[ ftug Ygd Yqhtm
jpvdl Yqhtm hgHlv ftug hglpvlhj ,hglsjrfphj Ygn hggi juhgn hlgi j[vdl juhg[ Ygd
سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ
|