ماذا لو مر بنا ذو القرنين الآن؟
إذا كانت الحلول هي وليدةَ المشكلات، فالأفكار هي بذور طمرت في عقولٍ اكتوت بلظى نيرانِ معضلات أرَّقتها، فتفتقت عنها حلولٌ عبقرية كأشجارٍ وارفة الظلال طيبةِ الثمار. وهذا
|
|
05-06-2021
|
|
ماذا لو مر بنا ذو القرنين الآن؟
إذا كانت الحلول هي وليدةَ المشكلات، فالأفكار هي بذور طمرت في عقولٍ اكتوت بلظى نيرانِ معضلات أرَّقتها، فتفتقت عنها حلولٌ عبقرية كأشجارٍ وارفة الظلال طيبةِ الثمار.
وهذا يتضح جليًّا في القصة القرآنية، عندما وصل ذو القرنين إلى بين السدَّينِ وجد من دونهما قومًا، ﴿ حَتَّى إِذَا بَلَغَ بَيْنَ السَّدَّيْنِ وَجَدَ مِنْ دُونِهِمَا قَوْمًا لَا يَكَادُونَ يَفْقَهُونَ قَوْلًا * قَالُوا يَا ذَا الْقَرْنَيْنِ إِنَّ يَأْجُوجَ وَمَأْجُوجَ مُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ فَهَلْ نَجْعَلُ لَكَ خَرْجًا عَلَى أَنْ تَجْعَلَ بَيْنَنَا وَبَيْنَهُمْ سَدًّا ﴾ [الكهف: 93، 94].
كلما أتلو تلك الآيات تنتابني صحوةٌ قلقة، وتتزاحم على ذهني مئونَ - بل قُل: آلاف مؤلَّفة - من الأسئلة تطرق بشدة على رأسي - كأنها مطارق حديدية لا تكف ولا تهدأ، تعمل بتناوب - حول هؤلاء القوم، وكيف كان حالهم؟ ولمَ اختصَّهم الله بذكره، وأفرد لهم مساحةً من كتابه الذي أنزل من بعدهم؟!
إن أمرهم لعجيبٌ أيما عجب، وشأنهم لغريب أيما غرابة، هؤلاء القوم مشكلتهم التكونية أنهم غير قادرين على الفهم، ولا يحظَون بقدر من العلم، ﴿ لَا يَكَادُونَ يَفْقَهُونَ قَوْلًا ﴾ [الكهف: 93]،
ولكنهم مسالِمون للغاية، قد أفاض الله عليهم بالعطايا الجمة، وأنعَمَ الله عليهم بالخير الكثير،
﴿ نَجْعَلُ لَكَ خَرْجًا ﴾ [الكهف: 94]؛ أي: نعطيك ثمنًا عن هذا؛ إذًا فهم يملكون ويَقدرون على العطاء، فهم أمة غنيَّة.
وهنا فائدة: إن الرزق ليس مرتبطًا بالذكاء والتفكير أو كثرة علم، فالرزق فضل الله يؤتيه من يشاء، ولكن إذا أردت أن تزيد من هذا الرزق / الخير، وتحافظ عليه، فعليك بالعلم والتفكير، وهذا واضحٌ من ظاهر الآيات
﴿ إِنَّ يَأْجُوجَ وَمَأْجُوجَ مُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ ﴾؛ أي: يُهلكون الحرث والنسل، يهلكون أهم عنصرين من عناصر الحياة، يهدمون أهمَّ عمودين من الأعمدة التي يقام على أكتافها المجتمع، وهما الإنسان وأمواله (محاصيل ومزروعات).
قال ذو القرنين: ﴿ آتُونِي زُبَرَ الْحَدِيدِ حَتَّى إِذَا سَاوَى بَيْنَ الصَّدَفَيْنِ قَالَ انْفُخُوا حَتَّى إِذَا جَعَلَهُ نَارًا قَالَ آتُونِي أُفْرِغْ عَلَيْهِ قِطْرًا ﴾ [الكهف: 96].
ويتَّضح من ظاهر الآيات أيضًا أنهم يمتلكون الأشياء؛ مثل زُبَر الحديد، والقِطْر (النُّحاس)، وأيضًا يمتلكون الأدوات القادرة على وضع الحديد في موضعه، والنار التي يعالجونه بها، وكذا الأدوات لصبِّ القطر المذاب.
نرى أنها أمَّة قد حِيزَت لها الدنيا بحذافيرها، تمتلك الأدوات والأشياء والأشخاص،
ولكن كانت كلها بلا قيمة أو غير ذات نفع، مهملة،
ولكن الذي صهرها ووظفها وحوَّلها إلى كبير قيمة وعظيم أثر، هي فكرة وعلم ذي القرنين ومَن معه؛
فالفكرة والعلم أضحَتْ كأنها عصا سحرية تتحول بها الأشياء والأدوات إلى ابتكارات واختراعات عالية المنفعة، عظيمة الفائدة.
ثانيًا: كانت لهم إرادة تغير واقعهم التعيس الأليم، وكانت تسيطر عليهم بالكلية،
حتى عندما قال ذو القرنين: ﴿ فَأَعِينُونِي بِقُوَّةٍ ﴾ [الكهف: 95]؛ أي: إن الأمر يحتاج إلى جهد منكم وتعب ونصَب،
فلما أعانوه أعانهم على حل مشكلتهم،
وكأن الآيات الكريمات تقول: (ما حكَّ جلدَك مثلُ ظفرك).
ثم ماذا لو مر بنا ذو القرنين الآن، ليصلح لنا حال دنيانا
الذي أفسده علينا يأجوج ومأجوج المختبئون في نفس كل واحد منا؟
أنكون طوع أمره كما فعل القوم؟
أنسخِّر له مواردنا؟
أنملك إرادة التغير؟
أم إننا سنسخر كل طاقاتنا من أشياء وأدوات إلى محاربته والوقوف في وجهه،
ويكون لسان حالنا: ﴿ إِنَّا وَجَدْنَا آبَاءَنَا عَلَى أُمَّةٍ وَإِنَّا عَلَى آثَارِهِمْ مُقْتَدُونَ ﴾
lh`h g, lv fkh `, hgrvkdk hgNk? Nv l, j,h
lh`h g, lv fkh `, hgrvkdk hgNk? Nv l, hgNk? hgrvkdk `,
سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ
|
05-06-2021
|
#2
|
موضوع مفيد
ربي يجزيك الخير
|
|
سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ
|
05-06-2021
|
#3
|
يعطيك العافيه على الطرح
وسلمت اناملك المتألقه لروعة طرحها
تقديري لك
|
|
سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ
|
05-06-2021
|
#4
|
والدرب يا أمي مليء بالحفر !
/
جزاك الله خيراً
شكراً لك
|
|
سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ
|
06-06-2021
|
#5
|
جُزاكّ الله خُير علىّ مُـا قُدمتّ
ورزُقكّ بُكُل حَرف خّطتهَ أناملكّ جُزيل الحُسناتّ
|
|
سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ
|
06-06-2021
|
#6
|
جزاك الله خيراً
وجعله في ميزان حسناتك
ورزقك جنةً عرضها السموات والأرض
|
|
سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ
|
07-06-2021
|
#7
|
الله يعافيك ويسلمك
طرح مميز وراقي
لاخلا ولاعدم
|
|
سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ
|
07-06-2021
|
#8
|
تسلم ايدك ع الطرح
يعتيك العافية
|
|
سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ
|
10-06-2021
|
#9
|
-
بارك الله فيك وجزاك عنا كل خير
وجعل ماطرحتِ في ميزان حسناتك
دمتِ بطاعة الرحمن .
|
|
سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ
|
13-10-2022
|
#10
|
تعليمات المشاركة
|
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك
كود HTML معطلة
|
|
|
| | | | | | | | | |