وأنا في مكة :
عزمت على زيارة الأماكن مثل جبل أحد ، ومسجد ذو القبلتين ،
وغيرها من المعالم ، وأنا في الطريق توقف صاحب سيارة أجره ،
وكان :
في 70 من عمره إذا لم يكن أكثر ، قلت له أريد الذهاب
إلى جبل أحد وذي القبلتين ، وهو ينظر إلي متعجبا مني !
وقال لي :
يا بني ما تذكرها من معالم في المدينة ،
وأنت الآن في مكه !
فقلت :
سامحني اختلط علي الأمر أوصلني الحرم لو تكرمت ،
وفي الطريق باح ما في قلبه وقال: أصبحت أنسى كثيرا ،
ومتعب منذ أن ماتت زوجتي من مدة شهر ،
وأخذ يمدحها مدحا عجبت منه ،
يواصل قوله ويقول :
أما الآن كلما دخلت البيت يضيق صدري ولا ينطلق لساني ،
ولولا أولادي ما دخلته قط ! ثم سكت علمت أنه انعقد لسانه ،
فجعل :
الدموع تكمل ما شجاه وعاناه ، أما أنا فقد خنقتني العبرة ،
وطرقت عقلي الفكرة كيف يكون الحب ؟ ما لونه ؟ ما جنسه ؟
من أهله ؟ هذا عجوز بلغ من العمر عتيا |!
هل :
كان يغدق علىَ أسماع زوجته عبارات العشق والهيام ؟
هل :
كان لا تمر عليه جلسه أو اتصال إلا ويسمعها من الكلمات ،
التي منها العقل يحار ؟ أم أن الحب في عالمهم يعني
المواقف ، المودة ، الوفاء ؟
نزلت :
من السيارة وأنا اتنقل بين الحكايات ،
وتلك القصص عن علاقات الفتيات بالشباب !
وتلك:
الكلمة التي ذُبحت من وريدها حتى أصبحت أداة قتل !
بها تُذبح الكرامة الفضيلة !