بسم الله الرحمن الرحيم
الخوف من الله تعالى واجب على كل أحد ولا يبلغ أحد مأمنه من الله
إلا بالخوف منه، قال الله عز وجل: {فَلَا تَخَافُوهُمْ وَخَافُونِ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ}
[آل عمران:175]، وقال عز وجل: {فَلَا تَخْشَوُا النَّاسَ وَاخْشَوْنِ} [المائدة:44]،
وقال سبحانه: {وَإِيَّايَ فَارْهَبُونِ} [البقرة من الآية:40]. وقال النبي
صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «يَقُولُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ: وَعِزَّتِي لَا أَجْمَعُ عَلَى عَبْدِي
خَوْفَيْنِ، وَلَا أَجْمَعُ لَهُ أَمْنَيْنِ، إِذَا أَمِنَنِي فِي الدُّنْيَا أَخَفْتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ،
وَإِذَا خَافَنِي فِي الدُّنْيَا أَمَّنْتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ» (رواه ابن المبارك في
(الزهد) [157]، وحسنه الألباني في (الصحيحة) [742]).
كثرة. ذكر الله: فكثرة الذكر تبعث على استحضار جلال الله وعظمته
ومراقبته ومحبته والحياء منه، وكل ذلك يبعث على خشيته
والخوف منه ومن عذابه ومن حرمانه.
*أن تعلم قدر نفسك، وأنك ضعيف مهين، ولو شاء الله لعاجلك
بالعقوبة، فينبغي لمن هذه حاله أن يكون خائفاً من مولاه،
قال الغزالي رحمه الله: "الخوف مِنَ اللَّهِ تَعَالَى تَارَةً يَكُونُ لِمَعْرِفَةِ
اللَّهِ تَعَالَى وَمَعْرِفَةِ صِفَاتِهِ وَأَنَّهُ لَوْ أَهْلَكَ الْعَالَمِينَ لَمْ يُبَالِ وَلَمْ يَمْنَعْهُ
مَانِعٌ، وَتَارَةً يَكُونُ لِكَثْرَةِ الْجِنَايَةِ مِنَ الْعَبْدِ بِمُقَارَفَةِ الْمَعَاصِي، وَتَارَةً يَكُونُ
بِهِمَا جَمِيعًا، وَبِحَسَبِ مَعْرِفَتِهِ بِعُيُوبِ نَفْسِهِ وَمَعْرِفَتِهِ بِجَلَالِ اللَّهِ تَعَالَى
وَاسْتِغْنَائِهِ ؛ فَأَخْوَفُ النَّاسِ لِرَبِّهِ أَعْرَفُهُمْ بِنَفْسِهِ وَبِرَبِّهِ"
(انتهى من (إحياء علوم الدين) [4/155]). - تدبر أحوال
الظالمين والعاصين
الذين أخذهم الله بذنوبهم، إلام صاروا؟ وما هو حالهم اليوم
بعد أن باغتهم العذاب؟ قال تعالى: {وَكَمْ أَهْلَكْنَا قَبْلَهُمْ مِنْ قَرْنٍ هَلْ
تُحِسُّ مِنْهُمْ مِنْ أَحَدٍ أَوْ تَسْمَعُ لَهُمْ رِكْزًا}*[مريم:98]. - تدبر أحوال الناس
يوم الفزع الأكبر، وما هم فيه من الكرب العظيم، قال تعالى:
{يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ إِنَّ زَلْزَلَةَ السَّاعَةِ شَيْءٌ عَظِيمٌ *
يَوْمَ تَرَوْنَهَا تَذْهَلُ كُلُّ مُرْضِعَةٍ عَمَّا أَرْضَعَتْ وَتَضَعُ كُلُّ ذَاتِ حَمْلٍ حَمْلَهَا
وَتَرَى النَّاسَ سُكَارَى وَمَا هُمْ بِسُكَارَى وَلَكِنَّ عَذَابَ اللَّهِ شَدِيدٌ}*[الحج:1-2]،
وقال عز وجل: {إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَةً لِمَنْ خَافَ عَذَابَ الْآخِرَةِ ذَلِكَ يَوْمٌ مَجْمُوعٌ
لَهُ النَّاسُ وَذَلِكَ يَوْمٌ مَشْهُودٌ} [هود:103]. - سماع المواعظ المؤثرة
والمحاضرات المرققة للقلب. عن العرباض بن سارية رضي الله عنه ـ
وهو أحد البكّائين ـ قال: "وَعَظَنا رسول الله صلى الله عليه وسلم
موعظةً بليغةً ذرفت منها العيون، ووجلت منها القلوب"
(رواه الترمذي [2676]، وأبو داود [4607]، وابن ماجه [42] وصححه الألباني). -
كثرة ذكر الله: فكثرة الذكر تبعث على استحضار جلال الله وعظمته ومراقبته
ومحبته والحياء منه، وكل ذلك يبعث على خشيته والخوف منه ومن عذابه
ومن حرمانه. - الخوف من مباغتة العقوبة، وعدم الإمهال والتمكن
من التوبة: قال ابن القيم رحمه الله:*"ينشأ -يعني الخوف- من ثلاثة أُمور:
أحدها: معرفته بالجناية وقبحها. والثاني: تصديق الوعيد، وأن الله
رتب على المعصية عقوبتها. والثالث: أنه لا يعلم لعله يمنع من التوبة،
ويحال بينه وبينها إذا ارتكب الذنب. فبهذه الأمور الثلاثة يتم له الخوف،
وبحسب قوتها وضعفها: تكون قوة الخوف وضعفه، فإن الحامل على الذنب
إما أن يكون عدم علمه بقبحه، وإما عدم علمه بسوءِ عاقبته، وإما
أن يجتمع له الأمران لكن يحمله عليه اتكاله على التوبة، وهو الغالب
من ذنوب أهل الإيمان، فإذا علم قبح الذنب، وعلم سوءَ مغبته وخاف أن
لا يفتح له باب التوبة، بل يمنعها ويحال بينه وبينها: اشتد خوفه.*
هذا قبل الذنب ؛ فإذا عمله: كان خوفه أشد. وبالجملة فمن استقر
في قلبه ذكر الدار الآخرة وجزائها، وذكر المعصية والتوعد عليها،
وعدم الوثوق بإتيانه بالتوبة النصوح: هاج في قلبه من الخوف ما لا
يملكه ولا يفارقه حتى ينجو" (انتهى، من (طريق الهجرتين) ص [283]).*
hgo,t lk hggi juhgn ,h[f l, hlgi hg[,t juhg[ ,h[f
hgo,t lk hggi juhgn ,h[f l, hlgi hg[,t juhg[