قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: ﴿ وَاذْكُرْ رَبَّكَ كَثِيرًا وَسَبِّحْ بِالْعَشِيِّ وَالإبْكَارِ ﴾. تأمل أمر الله تعالى لزكريا عليه السلام بكثرة ذكره، ﴿ وَاذْكُرْ رَبَّكَ كَثِيرًا ﴾، ثم أمره بالتسبيحِ بعد
تأمل أمر الله تعالى لزكريا عليه السلام بكثرة ذكره، ﴿ وَاذْكُرْ رَبَّكَ كَثِيرًا ﴾، ثم أمره بالتسبيحِ بعد الذكرِ، ﴿ وَسَبِّحْ بِالْعَشِيِّ وَالإبْكَارِ ﴾، وهو من باب عطف الخاص على العام؛ لكي تعلم أن الذكرَ أعمُّ مِنَ التَّسْبِيحِ، وإنما خص الله تعالى التسبيح بالذكر بعد ذلك لعظيم فضله، ولمزيد العناية به.
ومن فضله أنه عبادة الملائكة، فهم لَا يَفْتُرُونَ عنها لَيْلًا وَلا نَهَارًا..
قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: ﴿ وَلَهُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَنْ عِنْدَهُ لَا يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِهِ وَلَا يَسْتَحْسِرُونَ * يُسَبِّحُونَ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ لَا يَفْتُرُونَ ﴾[3].
ومن فضله أنه من أعظم أسباب شرح الصدور..
قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: ﴿ وَلَقَدْ نَعْلَمُ أَنَّكَ يَضِيقُ صَدْرُكَ بِمَا يَقُولُونَ * فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَكُنْ مِنَ السَّاجِدِينَ * وَاعْبُدْ رَبَّكَ حَتَّى يَأْتِيَكَ الْيَقِينُ ﴾[4].
ومن فضله أنه من أعظم أسباب تفريج الكروب..
قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: ﴿ فَلَوْلا أَنَّهُ كَانَ مِنَ الْمُسَبِّحِينَ * لَلَبِثَ فِي بَطْنِهِ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ ﴾[5].