لم تكن “لمى” تشبه أحدًا.
في الثلاثين من عمرها،
ترتدي الكعب العالي كأنها تمشي على جليد لا يخيفها،
وتوقّع العقود بنفس اليد التي كانت ترتجف ذات يوم
أمام أول مقابلة تدريب.
لكن لا أحد كان يعرف… أن داخل حقيبة يدها الفاخرة،
بجوار المفكرة وقلم باركر الذهبي،
ترقد علبة ألوان مكسورة، !.
في ذلك الصباح،
حين سمعت بكاء الطفلة من الشقة المجاورة،
لم تكن تتوقع أنها ستدخل غرفة صغيرة
تنبعث منها رائحة اللبن البائت
والخوف القديم.
قالت الأم: “تبكي من غير سبب من أمس.”
لمى لم تُجب، فقط انحنت،
وفتحت حقيبتها بهدوء،
كما لو كانت تفتح بوابة لعالم موازٍ،
وأخرجت الألوان.
“تبين نرسم؟
عندي لون يخلي العصافير تغني.”
سكت البكاء.
في خمس دقائق، كانت الطفلة ترسم بيوتًا
من غيم، ولمى… كانت تحاول أن
تتذكّر وجهها حين كانت تبكي “من غير سبب”.
في العمل، كانت أخرى.
صلبة، دقيقة، تقود الاجتماعات
كأنها تسير في حقل ألغام وتعرف
مواقع الانفجار مسبقًا.
لكنها حين تضحك، يظن من يسمعها أن الضحكة
جاءت من مراهقة في الخامسة عشرة،
لا من امرأة تحمل فوق أكتافها
شركة بأكملها.
في الليل، تخلع كل ذلك.
تدخل غرفتها، تفتح الصندوق الخشبي
تحت سريرها، وتخرج دفترًا بزاوية ممزقة.
رسمة الأميرة التي تلبس عباءة فضاء
ما زالت هناك.
كتبت أسفلها بخط أنحف مما قبل:
“أنا لا أخاف الطيران… لكن الأرض وحيدة.”
جاء اليوم الذي لم تكن مستعدة له.
اتصال من أختها، صوت مهزوز:
“ماما… وضعها مو كويس.”
في تلك الليلة، لم تكن لمى “القوية”،
بل كانت التي تتظاهر بالقوة ببراعة ساحقة.
أدارت الأزمة كأنها حملة تسويقية،
نظمت كل شيء، لكن حين عادت،
دخلت غرفتها، أغلقت الباب، وانهارت.
بكت كما لم تبكِ منذ كانت في التاسعة،
حين دفنت لعبتها تحت الشجرة،
لأنها “انكسرت وما ينفع تتصلح”.
وفي صباح الغد، وقفت بجانب سرير والدتها
، وقالت بابتسامة:
“قومي… باقي ما علّمتيني السر
حق الشعيرية مع الرز.”
ضحكت الأم رغم الألم، وقالت:
“إنتي… قلبك بعده صغير.”
قالت لمى،
وهمست كمن يعترف بسرّ خطير:
“صغير؟ يمكن…
بس أقوى من قلوب كثير كبرت،
ونسيت ترسم.”
وفي المساء، جلست لمى على حافة سريرها،
تمسح آخر دمعة بللت صفحة دفترها،
ثم أخرجت من الحقيبة علبة الألوان القديمة.
لونت دائرة صغيرة بلون الشمس، وكتبت تحتها:
“فيه شي جاي… ما أعرفه،
بس حاسة إنه بيغير كل شي.”
أغلقت الدفتر، وابتسمت.
في الخارج، كانت هناك طرقات خفيفة على الباب.!!
ولم تكن لمى تعرف بعد…
أن خلف ذلك الباب، بدأت قصتها الحقيقية. ) ؟
ماخطه قلمك ورسمه احساسك
كان يفوق الخيال
نص بارع
وحرف ممتع ومشوق
تمنيت ان لاتنتهي
كانه حدث حقيقي اقرا واراه امامي
مبدعه جداً
سلمت الاكف
وماننحرم جمال حرفك
قصة جميلة قراتها بشغف لمعرفة النهاية
جذبتني معانيها المختلفة السائد عليها الخوف
خلف الصلابة (قوة ) خيط رفيع هش وحزن عميق
كنت اتمنى بألا اقرا أنتهى
كاتبة مميزة يا الهنوف
يروق لي حرفك لا تحرمينا جديدك
سلمت الايادي
قصة جميلة قرأنها بشغف واستمتاع كتبت بأسلوب شيق بعيداً عن التكلف وازدانت بإضافة الجزء الثاني الذي به إكتملت حلقات الجمال والإبداع..! سلم نبضك ودام مداد قلمك أجمل باقات وردي