19-01-2021
|
|
صفة الرحمة لله تعالى
-
قال الله تعالى: ﴿ قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ أَهْلَكَنِيَ اللَّهُ وَمَنْ مَعِيَ أَوْ رَحِمَنَا فَمَنْ يُجِيرُ الْكَافِرِينَ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ ﴾ [الملك: 28].
الرحمة: الرقة، رقة تقتضي الإحسان إلى المرحوم، تستعمل تارة في الرقة المجردة
وتارة في الإحسان المجرد، وتارة في الإحسان المجرد عن الرقة[1].
ومن أسماء الله تعالى: الرحمن والرحيم، وهما اسمان مشتقان من الرحمة، الرحمن خاص لله
لا يسمى به غيره ولا يوصف، والرحيم يوصف به غير الله تعالى[2].
والله عز وجل ذو رحمة عظيمة وسعت كل شيء، واختص عباده المتقين بكمال رحمته[3].
وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: (لما قضى الله الخلقَ، كتب كتابًا عنده:
غلَبت، أو قال: سبقت رحمتي غضبي، فهو عنده فوق العرش[4]).
فالله عز وجل يرحم جميع عباده عامة، مؤمنهم وكافرهم، بإنزال الكتب عليهم، وإرسال
الرسل إليهم، قال تعالى: ﴿ وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ ﴾ [الأنبياء: 107]، وسخر لهم
ما في السماوات وما في الأرض، فقال: ﴿ وَسَخَّرَ لَكُمْ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ ﴾ [الجاثية: 13]
وخص المؤمنين منهم برحمته؛ قال سبحانه: ﴿ وَكَانَ بِالْمُؤْمِنِينَ رَحِيمًا ﴾ [الأحزاب: 43]
يهديهم سبله، يستجيب دعاءهم، يوفِّقهم لطاعته، يعفو عن الذنوب العظيمة للتائبين
يُجزل لهم الأجر والمثوبة، يرحمهم في الدنيا بقبول توبتهم، وفي الآخرة يدخلهم برحمته جنته[5].
الآثار الإيمانية للإيمان بصفة الرحمة:
1) عدم اليأس والقنوط من رحمة الله، والمسارعة في التوبة والإنابة عند الخطأ
قال تعالى: ﴿ كَتَبَ رَبُّكُمْ عَلَى نَفْسِهِ الرَّحْمَةَ أَنَّهُ مَنْ عَمِلَ مِنْكُمْ سُوءًا بِجَهَالَةٍ ثُمَّ
تَابَ مِنْ بَعْدِهِ وَأَصْلَحَ فَأَنَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ ﴾ [الأنعام: 54].
2) الاجتهاد في الدعاء وطلب الرحمة من الله؛ قال تعالى: ﴿ مَا يَفْتَحِ اللَّهُ لِلنَّاسِ مِنْ رَحْمَةٍ فَلَا مُمْسِكَ لَهَا ﴾ [فاطر: 2]
فمن رحمة الله أن سخَّر لنا ما في هذا الكون العظيم من النعم.
[1] انظر: تاج العروس 32 /225.
[2] النهاية في غريب الحديث والأثر2/210.
[3] انظر: تفسير أسماء الله الحسنى للسعدي 200.
[4] أخرجه البخاري في صحيحه، كتاب التوحيد، باب قوله تعالى:
﴿ بَلْ هُوَ قُرْآنٌ مَجِيدٌ * فِي لَوْحٍ مَحْفُوظٍ ﴾ [البروج: 21، 22] 9/ 160
حديث رقم (7553)، وأخرجه مسلم في صحيحه، كتاب التوبة، باب في سعة
رحمة الله تعالى، وأنها سبقت غضبه، 4/2107، حديث رقم (2751).
[5] انظر: تفسير السعدي 349، وتفسير الطبري 9/ 171.
مهجة ثابت محمد حكمي
wtm hgvplm ggi juhgn Hli hgvpgm juhg[ atj
wtm hgvplm ggi juhgn Hli hgvpgm juhg[ atj
سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ
|