15-04-2021
|
|
واحة الخُلق العظيم الفصل الأول (3) " ففيهما فجاهد " ..
واحة الخُلق العظيم الفصل الأول (3) " ففيهما فجاهد " .. سلسلة متجددة بإذن الله
بسم الله الرحمن الرحيموالصلاة والسلام علي سيد المرسلين وخاتم النبيينورحمة الله للعالمين محمد الصدق الأمين وعلي آله وأصحابهالطيبين الطاهرين وعلي كل من سار علي نهجه واتبع هداهإلي يوم الدين .. أما بعد :
فسلام الله عليكم إخوتي الكرام ورحمة الله تعالي ومغفرته تغشاكموعفوه وعافيته وأمنه وبركاتههذا هو المبحث الثالث في رحمته صلي الله عليه وسلم بالرجال
والذي عنوانه " ففيهما فجاهد "وأرجو الله أن يوفقني وأختم هذا الفصل اليوم بإذن اللهكي أشرع في الفصل الثاني من رحمته صلي الله عليه وسلم بالنساءحتي لا يقمن عليَّ أخواتي حجة ويقلن لما الرجال دون النساءوأقول لهن عذراً فكاتبة الكتاب بدأته هكذا وهذا جهدها مشكورة عليه ومأجورةبإذن الله أرجو إن لا تنسوها من طيب دعاءكم أختي ( أم عبد الرحمن)كاتبة الكتاب وكذلك الفقيرة إلي الله والناقلة عنها الماثلة بين أيديكم بهذا المنتديوالمدعوة اسوتي النبي .. بسم الله توكلت علي الله
المبحث الثالث : " ففيهما فجاهد "
** الجهاد ذُورة سنام الدين ، مجد المسلمين وعزهم ، وجنات تفتح للمجاهدينأحضانها ، إذ الجنة تحت ظلال سيوفهم ، خيل الله المنطلقة بمشاعل الهدي والنورليهدي بها الله عز وجل الأمم إليه - أو ترد عن الدين غوائل المتربصين به كل دائرةلتكون كلمة الذين كفروا السُفلي ، وكلمة الله هي العُلياوفي الجهاد إحدي الحُسنيين ، إما النصر والغنيمة والعزة والمنعة ،وإما الشهادة والجنة والشفاعة للأهل والولد ، وفي كلِ عز الإسلام ورِفعةُ المسلمينولئن كان رسول الله صلي الله عليه وسلم قد أشفق من دبيب البُعد والإغترابعن الأهل إلي مشاعر الشباب الوافد إليه ، ومُعَانَاة مَنْ ورائِهم من أهل وعشيرة في السِلْمفلربما في حال الحرب والجهاد ما يبرر بُعد الرجل عن الأهل إنخراطاً في الذود عن حِيَاض الدينوبناء مجد المسلمين ، غير أن رسول الله صلي الله عليه وسلم لم يكن لِيُهْمِلَ تلك المشاعرعامة ، ومشاعر الأبوين خاصة - حتي في تلك الأوقات الحرجة - وذلك لحاجة الأبوينالمادية والنفسية والصحية للأبناء .
تتجلي لنا تلك الحقيقة الرائعة عبر حديث ابن عمر رضي الله عنهما حيث يقول :" جاء رجل إلي النبي صلي الله عليه وسلم
يستأذنه في الجهاد ،فقال : أحيُّ والدك ( أو والداك)قال : نعم ، قال : ففيهما فجاهد "
- صحيح البخاري ، باب الجهاد بإذن الأبوين ،كتاب الجهاد والسيررسول الله صلي الله عليه وسلم يدعو إلي الجهاد ، ويُرَغب فيه ،ويصف ما عند الله للمجاهدين من أجر ومثوبة ،
ثم إنه كقائد للجيش المنطلق ، يجلو الظلامالجاثم فوق صدر البشرية ويعمل علي كسر الأقفال الصدِئَة المنغلقة بها قلوب الكفرةوالمشركين - ليسُرُّه أن يزداد عدد الجيش وعُدته - كسبب من أسباب النصر والتمكين -
وانضمام جندي لهذا الجيش المبارك يُثلج صدر القائد العظيم ،
لا سيما والجندي جاء طائعاًراغباً فيما عند الله عز وجل ، مترفعاً عن زينة الحياة الدنيا مُؤْثِراً
رونق الحور العين على فتنة الحور الطينجاء الرجل بعلو همته ، وسمو غايته إلي القائد العظيم صلي الله عليه وسلميستأذنه في الجهاد ، وشعر رسول الله صلي الله عليه وسلم أن وراء الرجلما يُؤرقه ، وأنه رغم تطلعه إلي السماء ، فإن شيئاً ما يجذبه إلي الأرضتُرَي ما هو ؟ .. أهو المال ؟ .. فما عند الله خير وأبقي .
أهي الزوجة ؟ .. ففي الشهادة ثنتان وسبعون زوجة من الحور العين .
تُرَاهُ الولد ؟ .. فما كان الله ليضيع ولده وهو التقي المجاهد الصادق .
السبب أقوي إذن من تلك الأسباب - علي قوتها - والمسئولية أثقل وآكدهنا كان السؤال الذكي الرفيق : " أحي والداك " ،
أصبت الحق يا من لا ينطق عن الهوىنعم يا رسول الله ،
وهنا أقره رسول الله صلي الله عليه وسلم علي الجهادغير أنه عَدَّل وجهته " ففيهما فجاهد " .
جاهد سعي الحياة ونصبها من أجلهما ، جاهد ألم الفراق في قلبيهما إنأنت تركتهما - جاهد الفقر والخوف والضعف بغزوهما - إن أنت فارقتهما -
احملهما في قلبك كما حملاك في أحشائهما ، اتعب يومك في تحصيل رزقهماكما أتعبا سنيهما في تحصيل رزقك ، اسهر ليلك لراحتهما ، كما أسهرا عمرهمالراحتك ، ارحم ضعفهما كما أنفقا قوتهما ليرتوي عودك ويشتد ،
فكم أروياك نضارة شبابهماولكم أشبعاك حصاد سعيهما ، وكم أراحاك بنصبهما ، ولطالما زرعاك أملاً في دربهماوارتقباك تكبر شيئاً فشيئاً ، حتي إذا جاء وقت إثمارك كنت أنت روضتهما التي يغتذيانبثمارها ، وينتعشان برحيقها ، وينعمان بظلها ، إرجع إليهما ، وامسح عن قلبيهمابصمات الزمن وتعب السنين ، احمل عن كاهلهما ارتعادات الضعف وعجز الشيخوخةامح عن خاطرهما خوف الفِراق ومرارة البعد عنهما .
ما أرحمك ، وما أرهف مشاعرك ، وما أنبل خُلُقك سيدي يا رسول اللهعاش بين أصحابه نوراً فيَّاضاً يستقون منه شفافيتهم ، وحكمةً بالغة يستمدون منهارجاحة عقولهم ، وواحة يلقوْن بين حنباتها متاعبهم وأثقالهم ، ونبعاً لكل فضيلةوحُسن خُلق وروعة أدب ، فكان صفاء نفوسهم وعلو همتهم ، وراحة ضميرهمومُعَلِمَ دربهم ، وخلاص روحهم ، صلي الله عليه وسلم وعلي آله وصحبه وسلمتسليما كثيراً
,hpm hgoEgr hgu/dl hgtwg hgH,g (3) " ttdilh t[hi] >> 3 hgH,g hgoEgr hgu/dl hgtag t[hi] ttdilh
,hpm hgoEgr hgu/dl hgtwg hgH,g (3) " ttdilh t[hi] >> 3 hgtag ttdilh t[hi] ,h[f
سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ
|