لقاء في زمن الحَجر (كتبت هذه القصة شيماء النّجار، وهي إحدى المشاركات في المجاورات التي تمّت في المشروع) المحرر بعد غيابٍ دام لثلاث سنوات، نصبت فيها الذكريات خيامًا في مخيلتي،
(كتبت هذه القصة شيماء النّجار، وهي إحدى المشاركات في المجاورات التي تمّت في المشروع) المحرر
بعد غيابٍ دام لثلاث سنوات، نصبت فيها الذكريات خيامًا في مخيلتي، التقيت وصديقتي في إحدى المحلات التجارية. شعرنا بأنّ اللقاء جافًا لأننا لم نتصافح، كنا نفعل ذلك في السابق أما الآن، فلم نعد قادرين على ذلك بعدما عجز العالم عن خلق دواءٍ لفايروس لا يُرى بالعين!
بعد التحيّة والاطمئنان، سألتني قائلة: ماذا لو اقتحم الفايروس قطاع غزة؟ ماذا لو تسلل خارجًا مِن الحجر المخصص للعائدين؟ لم أدرِ ما أقول فصمتت قليلًا، وأخذتُ أفكّر في سيناريو مميت، تداركت صمتي فقلت: سنفقد الكثير من الأرواح، فنحن لا نمتلك أجهزة تنفس كافية في المستشفيات وهناك شُح في الأدوية، والحصار الذي يفرضه الاحتلال يجعلنا غير قادرين على توفير احتياجاتنا.
- صحيح، فالإمكانيات شحيحة للغاية، لذلك علينا أن نُحافظ على حياتنا بأيدينا. إن لم ننقذ أنفسنا، فلن ينقذنا أحد.
- نعم، لذلك علينا أن نبقى في بيوتنا أطول فترةٍ ممكنة. ولا نخرج إلا للاحتياجات الضرورية.
تمنّت لي السلامة، تمنّيت لها السلامة. ثمّ افترقنا وكانت الذاكرة ترفض حقيقة أننا تقابلنا. افترقنا تاركين خلفنا أمورًا معقدة على الرّف.