(2)
ما يزعجها أنه لم يقصّر معها فاشترى لها الحقائب
والمجوهرات الثمينة وسيارة سائقها الغالية جداً
وحتى علاجات التجميل في صالونات باهضة الثمن
وحتى السفر لكن زوجها لم يكن يشكو منها قط ...
واستمر في إطاعة رغباتها ... ولم يصل به التذمّر
حتى وهي توبّخه حين يطيل الإستحمام وتجبره أن
يستحم بمكانٍ غير جناحها ... واستمرت حياته بين
كراهيةً منها وبين صمتٍ منه ظانّاً أن عيناً نالت
من هذا الحب بينهما فازداد تمسكٌ بها وفي يوم
تعمّدت أن تذهب لعيادةٍ خاصه متناسيةٍ محفظتها
لتجبره أن يترك عمله لأجلها وبالفعل قام وأتصل
بالعيادة وحوّل المبلغ لهم لكن ذلك لم يجعلها تهدأ
وبدأت ترفع صوتها عليه كي يسمعها من بمكتبه
فأغلق السماعه بوجهها وجاء للعيادة لتنفجر عليه
موبّخةً له دون مراعاةٍ لبدلته والنجوم على كتفه ...
ورغم ذلك يمتصّ ثورتها بكل هدوء ثم يأمر السائق
للعوده ويركبها معه متجه بها للبيت ... ومجرد نزولها
وتدخل البيت حتى إتجه لعمله وبعد ساعه فاجأتها
مكالمة من المستشفى بتعرض زوجها لحادث وهو في
حالة حرجة. هرعت للمستشفى واتصلت بوالده ووالدها
وحضرا ليخبرهما الطبيب أن سبب الحادث كان سكتة
دماغية أدت إلى شلل كامل له فقام رئيسه في العمل
بإعتباره حادث في مهمة عمل بحجة أن الحادث وقع في
إتجاهه لمهمته وتم تعويضه مالياً وإحالته للتقاعد طبياً
فبكى كل من يعرف زوجها لكنها في صدمه جعلها لا
تبكي على حالته ويرى من يزورهم أنها لم تحزن أو
تذرف دموعاً على حالته وبدت أنفاسها تهرب من رئتيها
في ذهول وصمتٍ لا يبوح للعالم بأن هناك انهياراً
داخلياً أصابها وأعجزها عن النطق والبكاء وشعور الألم
بما حدث له وبقت على أيامها في ذهول خصوصاً بمنع
المستشفى لها بزيارته وحتى حين تم نقله إلى سرير
عادي في غرفه ويطلب من والده ووالدها ان يحضرا
للمستشفى ويمنعها من زيارته بالوقت الراهن وتفاجئا
بوجود كاتب عدل يكتب طلاقها منه في المستشفى
ويسلمها لوالدها ومع صك الطلاق رسالة منه فبدأ
والدها في قراءة الرسالة لها قبل أن يخبرها بطلاقها
من زوجها (بسم الله الرحمن الرحيم .... زوجتي التي ولدت
لأحبها وعشت على هذا الحب ووفقني ربي لأتزوّج من
أحب وعشت معها حياةً سعيده وأتمنى أن تظل بعدي
بصحة جيدة. زوجتي برفقة هذه الرسالة وثيقة طلاق
تمنحك حريتك كي تستعيدين حياتك التي ترين انني
أبعدتك عنها . ومع هذا الصك صك آخر وهو صك البيت
باسم ابنتينا كي يكون هو ما أستطيع أن أمنحه لهنّ
لتأمين حياةٍ أفضل وبرفقة الصك شيكاً من المال يكفيكم ...
أرجو ألا تزوريني حتى لا أتوجّع أكثر مما توجّعت .
إهتمي بأطفالنا وحبّيهم بالحب الذي تمنيته منك ...
إنها أمنيات أن تحصلي على زوج أفضل مني. وحين يتم لك
ذلك فاشترطي عليه الا يبعد أطفالي عنك ، وعلّميهم أن
والدهم يحبهم كثيراً) بعد قراءة الرسالة ، صرخت صرخة
أرعبت بناتها ، وأخذت تلطم نفسها بينما والديها
يمسكانها ويهدئانها وهي تصرخ: أين كنت من كل هذا
الحب العالق في قلبه لي وإخلاصه وتضحيته وكيف
له أن يصبر سنيناً من كراهيتي له وكان يعتب على
ابنتيه حين تتحدثان عما يرينه مني ... فالتفتت لوالدها
وقالت: لقد إنتقم مني يا أبي بإبعادي عنه ... قال والدها:
يا إبنتي هناك قول مأثور أن الندم يأتي دائما في النهاية.
وحاولت زيارته لكن والدي زوجها أخبراها بتنبيه الطبيب
لهما في أن رؤية زوجته التي يحبها قد توقف قلبه الضعيف
إنتهت القصه تحيتي لكم وعذراً لطولها